توفى سنة 226 (كور).
(أبو الدوانيق) انظر الدوانيقي (أبو الذبان) عبد الملك بن مروان، قال ابن شحنة الحنفي سمي بذلك لأنه كان شديد البخر فكان إذا مر الذباب بفمه مات، وكان يلقب لبخله برشح الحجر انتهى.
ونقل ابن خلكان: ان لبابة بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب كانت عند عبد الملك فعض تفاحة ثم رمى بها إليها وكان أبخر، فدعت بسكين فقال ما تصنعين بها، فقالت أميط عنها الأذى فطلقها فتزوجها علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب. البخر بالموحدة والخاء المعجمة المفتوحتين النتن في الفم وغيره انتهى.
بويع ليلة الاحد غرة شهر رمضان سنة 65 (سه) وتوفي بدمشق يوم السبت لأربع عشرة مضت من شوال سنة ست وثمانين. حكي انه لما ثقل وكان قصره يشرف على بردى وهو نهر بدمشق رأى غسالا يلوي بيده ثوبا فقال وددت انى كنت غسالا مثل هذا أعيش بما اكتسب يوما فيوما ولم آل الخلافة وتمثل بقول أمية بن أبي الصلت:
كل حي وإن تطاول دهرا * آيل امره إلى أن يزولا ليتني كنت قبل ما قد بدا لي * في رؤوس الجبال أرعى الوعولا فذكر ذلك لأبي حازم فقال الحمد لله الذي جعلهم عند الموت يتمنون ما نحن فيه ولا نتمنى عند الموت ما هم فيه، وقبره بدمشق بجوار معاوية بن أبي سفيان.
ويأتي في ابن الزرقاء ذكر والده مروان. وكان عبد الملك يحب الشعر والفخر والتقريظ والمدح، وكان عماله على مثل مذهبه قالوا وقد أخبر أمير المؤمنين عليه السلام عنه بقوله: كأني انظر إلى ضليل قد نعق بالشام وفحص راياته في ضواحي كوفان.