في الليل حتى يرحمه جيرانه، وحفظ عليه انه ختم القرآن في الموضع الذي توفي فيه سبعة آلاف ختمة، وقال أيضا: ومناقبه وفضائله كثيرة. وقد ذكر الخطيب في تأريخه فيها شيئا كثيرا ثم أعقب ذلك بذكر ما كان الأليق تركه والاضراب عنه.
(أقول) ولعله أراد مثل ما يحكى عنه انه روى في الجزء الثالث عشر من تاريخه عن الثوري عن حماد بن أبي سليمان انه كان يظهر البراءة من أبي حنيفة ويقول لأصحابه: إن سلم فلا تردوا عليه وان جلس فلا توسعوا له. وروى أنه اجتمع الثوري وشريك والحسن بن صالح وابن أبي ليلى فبعثوا إلى أبي حنيفة فأتاهم فقالوا ما تقول في رجل قتل أباه ونكح أمه وشرب الخمر في رأس أبيه؟ فقال هو مؤمن، فقال ابن أبي ليلى لا قبلت لك شهادة ابدا، وقال الثوري لا كلمتك ابدا، وقال شريك لو كان لي من الامر شئ لضربت عنقك، وقال له الحسن وجهي من وجهك حرام ان انظر إلى وجهك ابدا.
وروى عن الامام مالك قال ما ولد في الاسلام مولود أضر على أهل الاسلام من أبي حنيفة وقال كانت فتنة أبي حنيفة أضر على هذه الأمة من فتنة إبليس.
واخرج عن عبد الرحمن بن مهدي قال ما علم في الاسلام فتنة بعد فتنة الدجال أعظم من رأي أبي حنيفة. وعن الأوزاعي قال عمد أبو حنيفة إلى عرى الاسلام فنقضه عروة عروة واخرج عن أبي صالح الفراء قال سمعت يوسف بن أسباط يقول رد أبو حنيفة على رسول الله أربعمائة حديث أو أكثر، وقال: لو أدركني النبي وأدركته لاخذ بكثير من قولي وهل الدين إلا الرأي الحسن. واخرج عن علي بن صالح البغوي قال أنشدني أبو عبد الله محمد بن زيد الواسطي لأحمد ابن المعدل:
إن كنت كاذبة بما حدثتني * فعليك إثم أبي حنيفة أو زفر الماثلين إلى القياس تعمدا * والراغبين عن التمسك بالخبر وروى أنه كان رأس المرجئة وانه سئل من مسألة فأجاب فيها ثم قيل له انه يروى