عن النبي صلى الله عليه وآله فيها كذا وكذا قال دعنا من هذا. وفي رواية أخرى قال حك هذا بذنب خنزيرة إلى غير ذلك مما ليس مقام نقله وكان الأليق تركه والاضراب عنه.
قال ابن خلكان: فمثل هذا الامام لا يشك في دينه ولا في ورعه وتحفظه ولم يكن يعاب بشئ سوى قلة العربية، وقال في ترجمة عطاء بن أبي رياح وحكي وكيع قال: قال لي أبو حنيفة النعمان بن ثابت أخطأت في خمسة أبواب من المناسك بمكة؟
فعلمنيها حجام وذلك انى أردت ان أحلق رأسي فقال لي اعرابي أنت قلت نعم وكنت قد قلت له بكم تحلق رأسي فقال النسك لا يشارط فيه اجلس، فجلست منحرفا عن القبلة فأومأ إلي باستقبال القبلة، وأردت ان أحلق رأسي من الجانب الأيسر فقال أدر شقك الأيمن من رأسك فأدرته وجعل يحلق رأسي وانا ساكت، فقال لي كبر فجعلت أكبر حتى قمت لأذهب، فقال أين تريد؟ قلت رحلي فقال صل ركعتين ثم امض فقلت ما ينبغي ان يكون هذا من مثل هذا الحجام إلا ومعه علم، فقلت من أين لك ما رأيتك أمرتني به فقال رأيت عطاء بن أبي رياح يفعل هذا انتهى.
وعطاء بن أبي رياح بفتح الراء والياء الموحدة كان من فقهاء مكة، سمع جابر بن عبد الله وابن عباس وروى عنه عمرو بن دينار والزهري وقتادة ومالك بن دينار والأعمش والأوزاعي واليه والى مجاهد انتهت فتوى مكة في زمانهما، حكي ان في زمان بني أمية يأمرون في الحاج صائحا يصيح لا يفتي الناس إلا عطاء بن أبي رياح، وكان اسود أعور أفطس أشل أعرج ثم عمي مفلل الشعر، توفي سنة 115، وتوفي أبو حنيفة سنة 150 وقبره ببغداد في مقبرة خيزران، وما ذكره علماء الفريقين في ترجمته أكثر من أن يذكر، وقد أشرنا إلى مختصر منه في سفينة البحار ولأبي جعفر مؤمن الطاق مقامات معه يأتي بعضها في الطاقي ويأتي في القفال ذكر بعض فتاواه. وقال ابن النديم: انه كان خزازا في الكوفة.
(قلت) ويظهر مما نقله كمال الدين الدميري في حياة الحيوان انه كان