لهم الحجاج في أيام عبد الملك بن مروان ليرغموا بذلك آناف شيعة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه الذين يتخذون يوم عاشوراء يوم عزاء وحزن على الحسين ابن علي عليه السلام لأنه قتل فيه، قال: وقد أدركنا بقايا مما عمله بنو أيوب من اتخاذ عاشوراء يوم سرور وتبسط إنتهى.
ونقل عن أبي الريحان انه قال في آثار الباقية: وكانوا يعظمون هذا اليوم أي يوم عاشوراء إلى أن اتفق فيه قتل الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام وأصحابه وفعل به وبهم ما لم يفعل في جميع الأمم بأشرار الخلق من القتل بالعطش والسيف والاحراق وصلب الرؤوس وإجراء الخيول على الأجساد فتشاءموا به.
فأما بنو أمية فقد لبسوا فيه ما تجدد، وتزينوا واكتحلوا وعيدوا، وأقاموا الولائم والضيافات، وأطعموا الحلاوات والطيبات، وجرى الرسم في العامة على ذلك أيام ملكهم وبقي فيهم بعد زواله عنهم.
وأما الشيعة فإنهم ينوحون ويبكون أسفا لقتل سيد الشهداء فيه ويظهرون ذلك بمدينة السلام وأمثالها من المدن والبلاد، ويزورون فيه التربة المسعودة بكربلاء، ولذلك كره فيه العامة تجديد الأواني والأثاث إنتهى.
توفي ابن منير سنة 548 ودفن بجبل جوشن قرب مشهد السقط، قال ابن خلكان زرته ورأيت على قبره مكتوبا:
من زار قبري فليكن موقتا * إن الذي ألقاه يلقاه فيرحم الله امرءا زارني * وقال لي يرحمك الله ولا يخفى انه غير أحمد بن المنير الإسكندري فإنه: أحمد بن محمد بن منصور المالكي النحوي قاضي القضاة ناصر الدين علامة الإسكندرية وفاضلها ومدرسها الذي اخذ منه أبو حيان وغيره، وصنف كتاب الانتصاف من صاحب الكشاف توفى سنة 683 (خفج) بالإسكندرية ودفن بتربة والده.