الله سبحانه وتعالى فضلك في نفسك علي وألهمك الرأفة والعفو علي والنسب واحد وقد هجاني دعبل فانتقم لي منه فقال المأمون وما قال لعل قوله (نعر ابن شكلة بالعراق) وأنشده الأبيات فقال هذا من بعض هجائه وقد هجاني بما هو أقبح من هذا فقال المأمون لك أسوة بي فقد هجاني واحتملته وقال في:
أيسومني المأمون خطة جاهل * أو ما رأى بالأمس رأس محمد إني من القوم الذين سيوفهم * قتلت أخاك وشرفتك بمقعد شادوا بذكرك بعد طول خموله * واستنقذوك من الحضيض الأوهد يحكى ان المأمون كان إذا أنشد هذه الأبيات يقول قبح الله دعبلا فما أوقحه كيف يقول علي هذا؟ وقد ولدت في حجر الخلافة ورضعت ثديها وربيت في مهدها.
(أقول) وكأن المأمون نسى أمه المرجل وانها غلبت على أبيه الرشيد بخلاف شقيقه محمد الأمين بن زبيدة فقال إبراهيم زادك الله حلما يا أمير المؤمنين وعلما فما ينطق أحدنا إلا عن فضل علمك ولا يحلم إلا اتباعا لحلمك، وأشار دعبل الخزاعي في هذه الأبيات إلى قضية طاهر بن الحسين الخزاعي وحصاره بغداد وقتله محمد الأمين، وحكي أيضا انه هجا المأمون إبراهيم بن المهدي عمه، وكان المأمون يظهر التشيع وابن شكلة التسنن فقال المأمون:
إذا المرجي سرك ان تراه * يموت لحينه من قبل موته فجدد عنده ذكرى علي * وصل على النبي وآل بيته فأجابه إبراهيم رادا عليه:
إذا الشيعي جمجم في مقال * فسرك ان يبوح بذات نفسه فصل على النبي وصاحبيه * وزيريه وجاريه برمسه (ابن شنبوذ) أبو الحسن محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت بن شنبوذ المقري البغدادي