ان شيخنا المفيد ينقل عن هذا الكتاب وهو كتاب لم يسمح الدهر بمثله انتهى.
وصرح الشيخ الجليل النبيل الشيخ إبراهيم القطيفي في محكي كتاب الفرقة الناجية وشيخنا الحر العاملي في أمل الآمل بأن كتاب التمحيص له والى ذلك مال صاحب رياض العلماء وعلى هذا فهو القائل فيه حدثنا أبو علي محمد بن همام، ومحمد ابن همام كان من أهل بغداد ثقة جليل القدر يروي عنه التلعكبري ومات سنة 336 فابن شعبة من أهل طبقته.
(ابن شكلة) أبو إسحاق إبراهيم بن المهدي بن أبي جعفر المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس أخو هارون الرشيد، كانت له يد طولى في الغناء والضرب بالملاهي وحسن المنادمة، وكان اسود اللون لان أمه كانت جارية سوداء اسمها شكلة وكان مع سواده عظيم الجثة ولهذا قيل له التنين، وكان فصيحا وافر الفضل، بويع له بالخلافة ببغداد بعد المائتين والمأمون يومئذ بخراسان وقصته مشهورة وأقيم خلافة بها مقدار سنتين فلما توجه المأمون من خراسان إلى بغداد خاف إبراهيم على نفسه فاستخفى وكان استخفاؤه ليلة الأربعاء لثلاث عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة 203 (جر) ودخل المأمون بغداد لأربع عشرة ليلة بقيت من صفر سنة 204 ولما استخفى إبراهيم عمل فيه دعبل الخزاعي:
نعر ابن شكلة بالعراق وأهله * فهفا إليه كل اطلس مائق إن كان إبراهيم مضطلعا بها * فلتصلحن من بعده لمخارق ولتصلحن من بعد ذاك لزلزل * فلتصلحن من بعده للمارق انى يكون وليس ذاك بكائن * يرث الخلافة فاسق عن فاسق مخارق بضم الميم وزلزل بضم الزائين والمارق هؤلاء الثلاثة كانوا مغنين في ذلك العصر. حكي انه دخل إبراهيم على المأمون فشكى إليه حاله وقال يا أمير المؤمنين ان