الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٣١٩
العبارة فصيح الألفاظ وكان بينه وبين الصلاح الصفدي مكاتبات، له كتاب عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير ثم اختصره وسماه نور العيون توفي بالقاهرة فجأة سنة 734 (ذلد).
(ابن سيرين) أبو بكر محمد بن سيرين البصري الذي كان له يد طولى في تأويل الرؤيا، كان أبوه عبدا لأنس بن مالك ويحكى انه كان رجلا بزازا وكان جميلا فعشقته امرأة وطلبته لتشتري منه بزا فأدخلته دارها وطلبت منه الرفث قال معاذ الله وشرع في ذم الزنا فلم ينفع ذلك فخرج من عندها إلى الكنيف فلطخ بدنه بالقذارات فلما رأته المرأة بتلك الهيئة القبيحة تنفرت منه فأخرجته من دارها.
فحكي انه بعد ذلك رزق هذا العلم، وحكي أيضا انه اشترى أربعين حبا من سمن فاخرج غلامه فارة من حب فسأله من أي حب أخرجتها؟ قال لا أدري فصبها كلها. وليعلم ان ما ينقل من ابن سيرين من قضايا عجيبة في تأويل الرؤيا انه كان ذلك صادرا عن ذوق سليم وفكر ثاقب فإنه كان يطبق حوادث الرؤيا على ما يشاكلها من الحقائق وتارة يطبقها على ما يستفاد من عبارات القرآن الكريم أو الحديث كما ينقل عن المهدى العباسي، انه رأى في المنام ان وجهه قد اسود فسأل المعبرين عن تعبيرها فعجزوا إلا إبراهيم الكرماني فإنه قال توجد لك بنت قالوا من أين علمت ذلك؟ قال لقوله تعالى (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا) فأعطاه المهدي ألف درهم ولما حصل له بنت زاد عليه ألف درهم اخر. وحكي ان المتوكل رأى أمير المؤمنين " ع " بين نار موقدة ففرح بذلك لنصبه فاستفتى معبرا فقال المعبر ينبغي ان يكون هذا الذي رأيت نبيا أو وصيا قال من أين قلت هذا؟ قال من قوله تعالى (ان بورك من في النار ومن حولها) إلى غير ذلك.
وحكي عن ابن سيرين انه سأله رجل عن الاذان فقال الحج وسأله آخر فأول
(٣١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 ... » »»