الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٣١٧
(ابن سمعون) أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسماعيل الواعظ البغدادي، كان وحيد دهره في الكلام على الخواطر وحسن الوعظ وعذوبة اللفظ وحلاوة الإشارة ولطف العبارة وكان لأهل العراق فيه اعتقاد كثير ولهم به غرام شديد وإياه عنى الحريري في المقامة الرازية بقوله ومتواصفون واعظا يقصدونه ويحلون ابن سمعون دونه وذكروا من كلامه البديع انه قال: سبحان من أنطق باللحم وابصر بالشحم واسمع بالعظم إشارة إلى اللسان والعين والاذن، ولكن لا يخفى ان ابن سمعون اخذ هذه الكلمات من كلام مولانا أمير المؤمنين فإنه قال عليه السلام: اعجبوا لهذا الانسان ينظر بشحم ويتكلم بلحم ويسمع بعظم. وليس هذا مختصا بابن سمعون بل كل خطيب في الدنيا اخذ عنه وتعلم منه وكيف لا فإنه عليه السلام باتفاق الموافق والمخالف كان امام الفصحاء وسيد البلغاء وكلامه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق ومنه تعلم الناس الخطابة والكتابة.
حكي عن عبد الحميد بن يحيى كاتب مروان الذي يضرب به المثل في الكتابة انه قال: حفظت مائة فصل من مواعظ علي بن أبي طالب " ع ". وحكي انه أيضا قال: حفظت سبعين خطبة من خطب الأصلع يعني الامام " ع " ففاضت قريحتي.
وزعم أهل الدواوين انه لولا كلام أمير المؤمنين " ع " وخطبه وبلاغته في منطقه ما أحسن أحد ان يكتب إلى أمير جند ولا إلى رعية:
ازر هگذر خاك سر كوي شما بود * هرنافه كه دردست نسيم سحر افتاد توفى ابن سمعون ببغداد سنة 387 (شفز) (وقد يطلق ابن سمعون) على أبي الحجاج يوسف بن يحيى بن إسحاق المغربي الإسرائيلي كان فاضلا في صناعة الطب وخبيرا في أعمالها وعالما بالهندسة وعلم النجوم، له شرح فصول بقراط توفي بحلب سنة 623 (خكج).
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»