ومن الواضح أن صلاح الأبناء واستقامتهم لا يتسنيان عفوا وجزافا، وانما يستلزمان رعاية فائقة واهتماما بالغا في إعدادهم وتوجيههم وجهة الخير والصلاح.
من أجل ذلك وجب على الآباء تأديب أولادهم وتنشئتهم على الاستقامة والصلاح، ليجدوا ما يأملون فيهم من قرة عين، وحسن هدى وسلوك.
قال الإمام السجاد عليه السلام: وأما حق ولدك: فان تعلم أنه منك، ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره. وانك مسؤول عما وليته من حسن الأدب، والدلالة له على ربه عز وجل، والمعونة له على طاعته. فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الاحسان إليه، معاقب على الإساءة إليه (1).
فالآباء مسؤولون عن تهذيب أبنائهم وإعدادهم إعدادا صالحا، فان أغفلوا ذلك أساؤا إلى أولادهم، وعرضوهم لأخطار التخلف والتسيب الديني والاجتماعي.
ويحسن بالآباء أن يبادروا أبناءهم بالتهذيب والتوجيه، منذ حداثتهم ونعومة أظفارهم، لسرعة استجابتهم إلى ذلك قبل تقدمهم في السن، ورسوخ العادات السيئة والأخلاق الذميمة فيهم، فيغدون آن ذاك أشد استعصاءا على التأديب والاصلاح.