فصل الحاكم في النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم - معمر بن عقيل بن عبد الله بن يحيى - الصفحة ٢٠٧
واختيار الله لهم الآخرة، وقال: كان غير واحد من فضلاء الصحابة رضي الله عنهم يعلمون أن آل البيت أرفع قدرا عند الله من أن يبتليهم بأعمال الدنيا، منهم عبد الله بن عمر (رض) وذكر ما روي أنه قاله للحسين: والله لا يليها أحد منكم، وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم.
وروى أن ابن عباس قال للحسين: ما كان الله ليجمع لكم بين النبوة والخلافة، قال: وهذا من فقههما.
وذكر اختيار رسول الله ص أن يكون عبدا على أن يكون ملكا.
وذكر زعم بعضهم أن السر في خروج الخلافة من علي إلى أبي بكر وعمر، لئلا يقال: ملك متوارث.
قال: وقد ظهر لي أن ولاية رسول الله ص بني أمية الأعمال كانت إشارة منه ص إلى أن الأمر سيصير إليهم.
وذكر أن له في مثل هذا التأويل سلفا، وهو ابن المسبب في تأوله جلوس النبي ص مع أبي بكر وعمر في قف البئر في جانب، وجلوس عثمان منفردا مقابلهم بأن قبورهم تجتمع ثلاثة، وينفرد عثمان، ثم أطال بذكر تشبثات لا يثبت شئ منها على المحك.
كذكره أن صيرورة الخلافة إلى بني العباس إنما كانت
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»