سرية محمد بن مسلمة إلى القرطاء بالقاف مفتوحة وبالطاء المهملة وهم بنو بكر من كلاب بعث صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة إلى القرطاء في ثلاثين راكبا أي وأمره أن يسير إلى الليل ويكمن النهار وأمره أن يشن عليهم الغارة فسار الليل وكمن النهار قال وصادف في طريقه ركبانا نازلين فأرسل إليهم رجلا من أصحابه يسأل من هم فذهب الرجل ثم رجع إليه فقال قوم من محارب فنزل قريبا ثم أمهلهم حتى عطنوا أي بركوا الإبل حول الماء أغار عليهم فقتل نفرا منهم أي عشرة وهرب سائرهم واستاق نعما وشاء ولم يتعرض للظعن أي للنساء انتهى ثم انطلق حتى إذا كان بموضع يطعله على بني كبر بعث عابد بن بشير إليهم وخرج محمد بن مسلة رضي الله تعالى عنه في أصحابه فشن عليهم الغارة فقتل منهم عشرة واستاقوا النعم والشاه ثم انحدر رضي الله تعالى عنه إلى المدينة فخمس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء به وعدل الجزور بعشرة من الغنم وكان النعم مائة وخمسين بعيرا والغنم ثلاثة آلاف شاة وأخذت تلك السرية ثمامة بن أثال الحنفي من بني حنيفة أي سيد أهل اليمامة وهم لا يعرفونه وجي به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم أتدرون من أخذتم هذا ثمامة بن أثال الحنفي فأحسنوا إساره أي قيده فربط بسارية من سواري المسجد قال وقيل إن هذه السرية لم تأخذه بل دخل المدينة وهو يريد مكة للعمرة فتحير في المدينة وقد كان جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند رسولا مسيلمة وأراد اغتياله صلى الله عليه وسلم فدعا ربه أن يمكنه منه فأخذ وجئ به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فربط بسارية من سواري المسجد فدخل صلى الله عليه وسلم على أهله فقال اجمعوا ما كان عندكم من طعام فابعثوا به اليه وأمر له صلى الله عليه وسلم بناقة يأتيه لبنها مساء وصباحا وكان ذلك لا يقع عند ثمامة موقعا من كفايته أي وجاء اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مالك ياثمام هل أمكن الله منك فقال قد كان ذلك يا محمد وصار رسول الله يأتيه فيقول ما عندك يا ثمامة فيقول يا محمد عندي خير إن تقتل تقتل ذا كرم وفي لفظ ذا دم وإن تعف تعف عن شاكر
(١٧١)