رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ثمامة رضي الله تعالى عنه أن يخلي بينهم وبين الجمل وفي لفظ خل بين قومي وبين ميرتهم ففعل فأنزل الله تعالى * (ولقد أخذناهم بالعذاب) * الآية هذا والذي في الاستيعاب أن ثمامة لما دخل مكة وقد سمع المشركون خبره فقالوا يا ثمامة صبوت وتركت دين أبائك قال لا أدري ما تقولون إلا أني أقسمت برب هذه البنية يعني الكعبة لا يصل إليكم من اليمامة شيء مما تنتفعون به حتى تتبعوا محمدا من آخركم وكانت ميرة قريش ومنافعهم من اليمامة ثم خرج رضي الله تعالى عنه فمنع عنهم ما كان يأتي منها فلما أضرب بهم ذلك كتبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عهدنا بك وأنت تأمر بصلة الرحم وتحث عليها وإن ثمامة قد قطع عنا ميرتنا وأضر بنا فإن رأيت أن تكتب اليه أن يخلي بيننا وبين ميترنا فافعل فكتب اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن خل بين قومي وبين ميرتهم ولما عجب المسلمون من أكله بعد إسلامه رضي الله تعالى عنه لكونه دون أكله قبل إسلامه قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مم تعجبون أمن رجل أكل أول النهار في معي كافر وأكل آخر النهار في معي مسلم إن الكافر ليأكل في سبعة أمعاء وإن المسلم يأكل في معي واحد انتهى أي وقد وقع له صلى الله عليه وسلم ذلك مع جهجاه الغفاري رضي الله تعالى عنه فإنه أكل مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو كافر فأكثر ثم أكل معه وقد أسلم فأقل فقال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء ولعل المراد بالأكل ما يشمل الشرب ثم رأيت في الجامع الصغير إن الكافر ليشرب في سبعة أمعاء والمسلم يشرب في معي واحد والمراد أنه يأكل ويشرب مثل الذي يأكل ويشرب في سبعة أمعاء وكان رضي الله تعالى عنه مقيما باليمامة ولما ارتد أهل اليمامة ثبت ثمامة في قومه على الإسلام وكان ينهاهم عن اتباع مسيلمة لعنه الله ويقول لهم إياكم وأمرا مظلما لا نور فيه وإنه لشقاء كتبه الله على من اتبعه منكم
(١٧٣)