السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٦٣
صفت الخيل ثم الرجالة المقاتلة ثم صفت النساء على الإبل ثم صفت الغنم ثم صفت النعم ثم قال للناس إذا رأيتموهم شدوا عليهم شدة رجل واحد وبعث عيونا له أي وهم ثلاثة أنفار أرسلهم لينظروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوا وقد تفرقت أوصالهم قال ويلكم ما شأنكم قالوا رأينا رجالا بيضا على خيول بلق فوالله ما تماسكنا أن أصابنا ما ترى وإن أطعتنا جعنا بقومك فقال أف لكم بل أنتم أجبن العسكر فلم يرده ذلك 4 ومضى على ما يريده ولما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم باجتماعهم أرسل إليهم رجلا من أصحابه أي وهو عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي وأمره ان يدخل فيهم ويسمع منهم أجمعوا عليه فدخل فيهم أي ومكث فيهم يوما أو يومين وسمع ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر أي وجاءه رجل فقال يا رسول الله إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا فإذا أنا بهوازن عن بكرة أبيهم بظعنهم ونعمهم وشبابهم اجتمعوا إلى حنين فتبسم صلى الله عليه وسلم وقال تلك غنيمة المسلمين غدا إن شاء الله تعالى فأجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر السير إلى هوازن وذكر له صلى الله عليه وسلم أن عند صفوان بن أمية ولم يكن اسلم يومئذ بل كان مؤمنا ادرعا وسلاحا فأرسل صلى الله عليه وسلم اليه فقال يا أبا أمية أعرنا سلاحك نلق به عدونا غدا فقال صفوان أغصبا يا محمد فقال صلى الله عليه وسلم بل عارية وهي مضمونة حتى نؤديها إليك قال ليس بهذا بأس وفي رواية الإمام احمد قال صفوان عارية مؤداة فقال صلى الله عليه وسلم العارية مؤداة فأعطاه مائة درع بما يكفيها من السلاح قبل وسأله صلى الله عليه وسلم أن يكفيهم حملها ففعل وذكر ان بعض تلك الأدراع ضاع فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضمنها له فقال أنا اليوم يا رسول الله في الإسلام ارغب قال واستعار صلى الله عليه وسلم من ابن عمه نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ثلاثة آلاف رمح فقال له كأني أنظر إلى رماحك هذه تقصف ظهر المشركين أهأي وتقدم أن نوفلا هذا فدى نفسه وكان في اسرى بدر بألف رمح وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في اثني عشر ألفا ألفان من أهل مكة والعشرة آلاف الذي فتح الله تعالى بهم مكة أي على ما تقدم قال بعضهم وخرج أهل مكة ركبانا ومشاة حتى النساء يمشين على غير وهن يرجون
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»