السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٦٤
الغنائم ولا يكرهون أن من لم يصدق إيمانه أن الضيعة وفي لفظ أن الصدمة برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أي فقد خرج معه صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثمانون من المشركين منهم صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو فلما قربوا من محل العدو صفهم ووضع الألوية والرايات مع المهاجرين والأنصار فلواء المهاجرين أعطاه عليا كرم الله وجهه وأعطى سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه راية وأعطى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه راية ولواء الخزرج أعطاه الحباب بن المنذر رضي الله تعالى عنه ولواء الأوس أعطاه أسيد بن حضير رضي الله تعالى عنه وفي سيرة الدمياطي وفي كل بطن من الأوس والخرزج لواء وراية يحملها رجل منهم وكذلك قبائل العرب فيها الأولوية والرايات يحملها رجال منهم وركب صلى الله عليه وسلم بغلته ولبس درعين والمغفر والبيضة والدرعان هما ذات الفضول والسغدية بالسين المهملة والغين المعجمة وهي درع داود عليه السلام التي لبسها حين قتل جالوت ومروا بشجر سدرة كان المشركون يعظمونها وينوطون بها أسلحتهم أي يعلقونها بها فقالت الصحابة رضي الله تعالى عنه الله تعالى عنهم يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر هذا كما قال قوم موسى عليه السلام أجعل لنا الها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون لتركبن سنن من كان قبلكم فلما كان بحنين وانحدورا الوادي أي وذلك عند غبش الصبح خرج عليهم القوم وكانوا كمنوا لهم في شعاب الوادي ومضايقه وذلك بإشارة دريد بن الصمة فإنه قال لمالك اجعل لك كمينا يكون لك عونا إن حمل القوم عليك جاءهم الكمين من خلفهم وكررت أنت بمن معك وإن كانت الحملة لك لم يفلت من القوم أحد فحملوا عليهم حملة رجل واحد أي وكانوا رماة فاستقبلوهم بالنبل كأنهم جراد منتشر لا يكاد يسقط لهم سهم أي وعن البراء رضي الله تعالى عنه وسأله رجل فقال فررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فقال ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفر وأما ما روى عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم منهزما فمنهزما حال من سلمة لا من النبي صلى الله عليه وسلم لأنه صلى الله عليه وسلم لم ينهزم قط في موطن من المواطن كما تقدم وعن البراء رضي الله عنه كانت هوازن ناسا رماة وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»