السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٢١٨
ووزراء رسوله وعزا لدينه فنحن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فمن قالها منع منا نفسه وماله ومن أباها قاتلناه وكان رغمه في الله علينا هينا أقول قولي هذا وأستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات ثم قال الزبرقان لرجل منهم فقم يا فلان فقل أبياتا تذكر فيها فضلك وفضل قومك فقال أبياتا منها * نحن الكرام فلا حي يعادلنا * نحن الرؤوس وفينا يقسم الربع * إذا أبينا فلا يأتي لنا أحد * إنا لذلك عند الفخر نرتفع * فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بحسبان بن ثابت فحضر فقال له قم فأجبه فقال يسمعني ما قاله فأسمعه فقال حسان رضي الله تعالى عنه أبياتا منها * نصرنا رسول الله والدين عنوة * على من رغم عات بعيد وحاضر * وأحياؤنا من خير من وطئ الحصا * وأمواتنا من خير أهل المقابر * وثابت بن قيس هذا كان يعرف بخطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم افتقده رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال من يعلم لي علمه فقال رجل أنا يا رسول الله فذهب فوجده في منزله جالسا منكسا رأسه فقال له ما شأنك قال أخشى أن أكون من أهل النار لأني رفعت صوتي فوق صوت النبي فرجع الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه فقال اذهب إليه فقل له لست من أهل النار ولكنك من أهل الجنة وقال صلى الله عليه وسلم نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس قتل يوم اليمامة وكان عليه درع نفيسة فمر به رجل من المسلمين فأخذها فبينما رجل من المسلمين نائم أتاه ثابت في منامنه فقال له إني أوصيك بوصية فإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه إني لما قتلت مر بي رجل من المسلمين فأخذ درعي ومنزله في أقصى الناس عند خبائه فرس وقد كفأ على الدرع برمة وفوق البرمة رحل فأت خالدا فمره فليأخذها فإذا قامت المدينة على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني أبا بكر رضي الله تعالى عنه فقل له إن علي من الدين كذا وكذا وفلان من رقيقي عتيق فاستيقظ الرجل فأتى خالدا فأخبره فبعث إلى الدرع فاتى بها بعد أن وجدها على ما وصف وحدث أبا بكر رضي الله تعالى عنه برؤياه فأجاز وصيته قال بعضهم ولا يعلم أحد حدثت وصيته بعد موته سواه
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»