السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٢١٦
سرية عيينة بن حصن الفزاري رضي الله تعالى عنه إلى بني تميم أي وسببها أنه صلى الله عليه وسلم بعث بشر بن سفيان إلى بني كعب لأخذ صدقاتهم وكانوا مع بني تميم على ماء فأخذ بشر صدقات بني كعب فقال لهم بنو تميم وقد استكثروا ذلك لم تعطونهم أموالكم فاجتمعوا واشهروا السلاح ومنعوا بشرا من أخذ الصدقة فقال لهم بنو كعب نحن أسلمنا ولا بد في ديننا من دفع الزكاة فقال لهم بنو تميم والله لا ندع يخرج بعير واحد ولما رأى بشر رضي الله تعالى عنه ذلك قدم المدينة وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فعند ذلك بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة بن حصن الفزاري إلى بني تميم في خمسين فارسا من العرب ليس فيهم مهاجري ولا أنصاري فكان يسير الليل ويكمن النهار فهجم عليهم وأخذ منهم أحد عشر رجلا وإحدى وعشرين امرأة وفي لفظ إحدى عشرة امرأة وثلاثين صبيا فجاء بهم إلى المدينة فأمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحبسوا في دار رملة بنت الحارث فجاء في أثرهم جماعة من رؤسائهم منهم عطارد ابن حاجب والزبرقان بن بدر والأقرع بن حابس وقيس بن الحارث ونعيم بن سعد وعمرو بن الأهتم ورباح بكسر الراء المثناة تحت ابن الحارث فلما رأوهم بكى إليهم النساء والذراري فجاءوا إلى باب النبي صلى الله عليه وسلم أي بعد أن دخلوا المسجد ووجدوا بلالا يؤذن بالظهر والناس ينتظرون خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن دخلوا المسجد ووجدوا بلالا يؤذن بالظهر والناس ينتظرون خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستبطئوه فجاءوا من وراء الحجرات فنادوا أي بصوت جاف اخرج إلينا نفاخرك ونشاعرك فإن مدحنا زين وذمنا شين يا محمد اخرج إلينا فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم أي وقد تأذى من صياحهم وأقام بلال رضي الله تعالى عنه الصلاة وتعلقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمونه فوقف معهم أي قالوا له نحن ناس من تميم جئنا بشاعرنا وخطيبنا نشاعرك ونفاخرك فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ما بالشعر بعثنا ولا بالفخار أمرنا ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى الظهر ثم جلس في صحن المسجد أي بعد أن قالوا ما تقدم ومنه إن مدحنا لزين وإن شتمنا لشين نحن
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»