أكرم العرب فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبتم بل مدح الله عز وجل الزين وشتمه الشين وأكرم منكم يوسف بن يعقوب عليهما الصلاة والسلام ثم قالوا له فائذن لخطيبنا وشاعرنا قال أذنت فليقم وفي لفظ إني لم أبعث بالشعر ولم أومر بالفخر ولكن هاتوا فقدموا عطارد بن حاجب وفي لفظ قال الأقرع بن حابس لشاب منهم قم يا فلان فاذكر فضلك وفضل قومك فتكلم وخطب أي فقال الحمد لله الذي له علينا الفضل وهو أهله الذي جعلنا ملوكا ووهب لنا أموالا عظاما نفعل فيها المعروف وجعلنا أعز أهل المشرق وأكثرهم عددا فمن مثلنا في الناس ألسنا رؤوس الناس وأولى فضلم فمن فاخر فليعدد مثل عددنا وإنا لو شئنا لأكثرنا وإنما أقول قولي هذا لأن يأتوا بمثل قولنا أو أمر أفضل من أمرنا ثم جلس أي وفي رواية أنه قال الحمد لله الذي جعلنا خير خلقه وأعطانا أموالا نفعل فيها ما نشاء فنحن خير أهل الأرض وأكثرهم عددا وأكثرهم سلاحا فمن أنكر علينا قولنا فليأت بقول هو أحسن من قولنا أو بفعال هي أفضل من فعالنا فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس بن شماس أن يجيبه أي قال له قم فأجب الرجل في خطبته فقام ثابت رضي الله تعالى عنه فقال الحمد لله الذي السماوات والأرض خلقه قضى فيهن أمره ووسع كرسيه علمه لم يكن شيء قط إلا من فضله ثم إنه كان من فضله أن جعلنا ملوكا واصطفى من خير خلقه رسولا أكرمه نسبا وأصدقه قلبا وأفضله حسبا فأنزل عليه كتابه وائتمنه على خلقه فكان خيرة الله من العالمين ثم دعا الناس إلى الإيمان فآمن رسول الله لي المهاجرون من قومه وذوو رحمه أكرم الناس أحسابا وأحسن الناس وجوها وخير الناس مقالا ثم كان أول الناس إجابة واستجابة لله حين دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن فنحن أنصار الله ورسوله نقاتل الناس حتى يؤمنوا بالله ورسوله فمن آمن بالله ورسوله منع دمه وماله ومن كفر جاهدناه في الله وكان قتله علينا يسيرا أقول قولي هذا واستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات والسلام عليكم أي وفي رواية أنه قال الحمد لله نحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله دعا المهاجرين من بني عمه أحسن الناس وجوها وأعظم الناس أحلاما فأجابوه والحمد لله الذي جعلنا أنصاره
(٢١٧)