السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ١٤٤
في الاسيتعاب وعبد الله بن جحش أول من سن الخمس من الغنيمة للنبي صلى الله عليه وسلم من قبل أن يفرض الله الخمس وأنزل الله تعالى بعد ذلك آية الخمس * (واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه) * الآية وإنما كان قبل ذلك المرباع هذا كلامه والمرباع ربع الغنيمة وتقدم أن الفئ والغنيمة يطلق أحدهما على الآخر وفي كلام فقهائنا أن الغنيمة كانت في صدر الإسلام له صلى الله عليه وسلم خاصة ثم نسخ ذلك بالتخميس وبعثت قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء عثمان والحكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لانفديكموهما حتى يقدم صاحبانا يعني سعد بن أبي وقاص وعيينة ابن غزوان فإنا نخشاكم عليهما فإن قتلتموهما نقتل صاحبيكم فإن سعدا عينية رضي الله عنهما لم يحضرا الوقعة بسبب التماسهما بعيرهما وقد مكثا في طلبه أياما ثم قدما فأفدى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسيرين أي كل واحد بأربعين أوقية فأما الحكم فأسلم وحسن إسلامه وأقام عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتل يوم بئر معونة شهيدا أي وعن المقداد أراد أميرنا يعني عبد الله بن جحش أن يقتل الحكم فقلت دعه فقدم به على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما عثمان فلحق بمكة فمات بها كافرا بعث وفي الأصل تبعا لشيخه الحافظ الدمياطي سرية عمير بن عدي الخطمي الضرير إلى عصماء أي بالمد بنت مروان اليهودية وكانت متزوجة في بني خطمة وكان زوجها مرئد ابن زيد بن حصين الأنصاري أسلم بعد ذلك رضي الله عنه بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمير بن عدي الخطمي وهو أ ول من أسلم من بني خطمة إلى قتل عصماء بنت مروان لأنها كانت تسب الإسلام وتؤذي النبي صلى الله عليه وسلم في شعر لها وتحرض عليه فجاءها عمير في جوف اليل حتى دخل عليها بيتها وحولها نفر من ولدها نيام وعلى صدرها صبي ترضعه فمسها بيده ونحى الصبي عن صدرها ووضع سيفه على صدرها وتحامل عليه حتى أنفذه من ظهرها ثم صلى الصبح مع النبي
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»