قال فأتاني جبريل عليه الصلاة والسلام فذهب بي إلى باب المسجد أي وعن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا أنا نائم في الحجر جاءني جبريل عليه الصلاة والسلام فهمزني بقدمه فجلست فلم أر شيئا فعدت لمضجعي فجاني الثانية فهمزنى بقدمه فجلست فلم أر شيئا فعدت لمضجعي فجاءني الثالثة فهمزني بقدمه فجلست فلم أر شيئا فأخذ بعضدي فقمت معه فخرج بي إلى باب المسجد وفيه أنه إذا لم يجد شيئا من أخذ بعضديه إلا أن يقال ثم رآه عند أخذه بعضديه فإذا دابة أبيض أي ومن ثم قيل له البراق بضم الموحدة لشدة بريقه وقيل قيل له ذلك لسرعته أي فهو كالبرق وقيل لأنه كان ذا لونين أبيض وأسود أي يقال شاة برقاء إذا كان خلال صوفها الأبيض طاقات سوداء أي وهى العفراء ومن ثم جاء في الحديث أبرقوا فإن دم عفراء عند الله أذكى من دم سوداوين أي ضحوا بالبلقاء وهى العفراء لكن في الصحاح الأعفر الأبيض وليس بالشديد البياض وشاة عفراء يعلو بياضها حمرة ولغلبة بياض شعره على سواده أو حمرته قيل أبيض ولعل سواد شعره لم يكن حالكا بل كان قريبا من الحمرة فوصف بأنه أحمر وهذا لا يتم إلا لو كان البراق كذلك أي شعره أبيض داخله طاقات سود أو حمر ولعله كان كذلك ويدل له قول بعضهم إنه ذو لونين أي بياض وسواد والسواد كما علمت إذا صفا شبه بالأحمر وهذه الرواية طوى فيها ذكر أنه كان بين حمزة وجعفر وأنه جاءه جبريل وميكائيل وملك آخر وأنهم احتملوه إلى زمزم وشق جبريل صدره إلى آخر ما تقدم وذلك البراق فوق الحمار ودون البغل مضطرب الأذنين أي طويلهما أي وكان مسرجا ملجما كما في بعض الروايات فركبته فكان يضع حافره مد بصره أي حيث ينتهى بصره وفى رواية ينتهى خفها حيث ينتهى طرفها إذا أخذ في هبوط طالت يداه وقصرت رجلاه وإذا أخذ في صعود طالت رجلاه وقصرت يداه أي وقد ذكره هذا الوصف في فرس فرعون موسى فقد قيل كان لفرعون أربع عجائب فذكر منها أن لحيته كانت خضراء ثمانية أشبار وقامته سبعة أشبار فكانت لحيته أطول منه بشبر وكان لهه فرس وقيل برذون إذا صعد الجبل قصرت يداه وطالت رجلاه وإذا انحدر يكون على ضد ذلك وفى رواية أن البزاق خطوه مد البصر قال ابن المنير فعلى هذا يكون قطع من الأرض إلى السماء في خطوة واحدة لأن بصر الذي في الأرض يقع على السماء فبلغ أعلى السماوات في سبع خطوات انتهى أي لأن بصر من يكون في سماء الدنيا يقع
(٧٦)