السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٧٧
على السماء فوقها وهكذا وهذا بناء على أنه عرج به صلى الله عليه وسلم على المعراج راكب البراق وسيأتي ما فيه قال صلى الله عليه وسلم فلما دنوت منه اشمأز أي نفر وفى رواية فاستصعب ومنع ظهره أن يركب فقال جبريل اسكن فما ركبك أحد أكرم على الله من محمد وفى رواية في فخذيها أي تلك الدابة التي هي البراق جناحان تحفز بهما أي تدفع بهما رجليها ففي اللغة الحفز الحث والإعجال فلما دنوت لأركبها شمست أي نفرت ومنعت ظهرها وفى رواية شمس وفى رواية صرت أذنيها أي جمعتهما وذلك شأن الدابة إذا نفرت فوضع جبريل يده على معرفتها ثم قال ألا تستحين يا براق مما تصنعين والله ما ركب عليك أحد وفى رواية عبد الله قبل محمد صلى الله عليه وسلم أكرم على الله منه فاستحيت حتى ارفضت عرقا أي كثر عرقها وسال ثم قرت حتى ركبها أي وفى رواية فقال جبريل مه يا براق فوالله ماركبك مثله من الأنبياء أي لأن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانت تركبها قبله صلى الله عليه وسلم ففي البيهقي وكانت الأنبياء تركبها قبلي وعند النسائي وكانت تسخر للأنبياء قبلي وبعد عليها العهد من ركوبهم لأنها لم تكن ركبت في الفترة بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام كما ذكره ابن بطال وهو يقتضى أنه لم يركبه أحد ممن كان بين عيسى ومحمد من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وجاء التصريح بذلك في بعض الروايات أي والمتبادر منها أنها التي بينه وبين عيسى عليهما الصلاة والسلام فيكون عيسى ممن ركبها دون من بعده من الأنبياء عليهما الصلاة والسلام على تقدير ثبوت وجود أنبياء عليهم الصلاة والسلام بعد عيسى وتقدم عن النهر أنه كان بينهما ألف نبي وقوله لأن الأنبياء ظاهرة يدل على أن جميع الأنبياء أي عيسى ومن قبله ركبوه قال الإمام النووي القول باشتراك جميع الأنبياء في ركبوها يحتاج إلى نقل صحيح هذا كلامه ومما يدل على أن الأنبياء كانت تركبه قبله صلى الله عليه وسلم ما تقدم وظاهر ما سيأتي في بعض الروايات فربطه بالحلقة التي توثق بها الأنبياء وإنما قلنا ظاهر لأنه لم يذكر الموثق بفتح المثلثة إذ يحتمل أن الأنبياء كانت تربط غير البراق من دوابهم بها ثم رأيت في رواية البيهقي فأوثقت دابتي يعنى البراق التي كانت الأنبياء تربطها فيه
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»