عن أم هانىء بنت أبي طالب رضى الله تعالى عنها أي واسمها على الأشهر فاختة وسأتى في فتح مكة أنها أسلمت يوم الفتح وهرب زوجها هبيرة إلى نجران ومات بها على كفره قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بغلس أي في لظلام بعيد الفجر وأنا على فراشي فقال أشعرت أي علمت أنى نمت الليلة في المسجد الحرام أي عند البيت أو في الحجر وهو المراد بالحطيم الذي وقع في بعض الروايات وفى رواية فرج سقف بيتي قال الحافظ ابن حجر يحتمل أن يكون السر في ذلك أي في انفراج السقف التمهيد لما يقع من شق صدره صلى الله عليه وسلم فكأن الملك أراه بانفراج السقف والتئامه في الحال كيفية ما سيصنع به لطفا به وتثبيتا له صلى الله عليه وسلم أي زيادة تمهيد وتثبيت له وإلا فشق صدره صلى الله عليه وسلم تقدم له غير مرة وفى رواية أنه صلى الله عليه وسلم نام في بيت أم هانىء قالت فقدته من الليل فامتنع منى النوم مخافة أن يكون عرض له بعض قريش أي وحكى ابن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم فقد تلك الليلة فتفرقت بنو عبد المطلب يلتمسونه ووصل العباس إلى ذي طوى وجعل يصرخ يا محمد فأجابه لبيك لبيك فقال يا بن أخي عنيت قومك فأين كنت قال ذهبت إلى بيت المقدس قال من ليلتك قال نعم قال هل أصابك إلا خير قال ما أصابني إلا خير ولعله صلى الله عليه وسلم نزل عن البراق في ذلك المحل وعن أم هانىء رضى الله تعالى عنها قالت ما أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو في بيتي نائم عندي تلك الليلة فصلى العشاء الآخرة ثم نام ونمنا فلما كان قبل الفجر أهبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أي أقامنا من نومنا ومن ثم جاء في رواية نبهنا فلما صلى الصبح وصلينا معه قال يا أم هانيء لقد صليت معك العشاء الآخرة كما رأيت بهذا الوادي ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه ثم صليت صلاة الغداة معكم الآن كما ترين الحديث والمراد أنه صلى الله عليه وسلم صلى صلاته التي كان يصليها وهى الركعتان في الوقتين المذكورين وإلا فصلاة العشاء وصلاة الصبح التي هي صلاة الغداة لم يكونا فرضا وفى قولها وصلينا معه نظر لما تقدم ويأتي أنها لم تسلم إلا يوم الفتح ثم رأيت في مزيل
(٧٢)