ومنهم عبد الله بن أبي ابن سلول وهو راس المنافقين ولاشتهاره بالنفاق لم يعد في الصحابة وكان من أعظم أشرا ف أهل المدينة وكانوا قبل مجيئه صلى الله عليه وسلم قد نظموا له الخرز ليتوجوه ثم يملكوه عليهم أي كما تقدم لان الأنصار من ال قحطان ولم يتوج من العرب الا قحطان ولم يبق من الخرز الا خرزه واحدة كانت عن شمعون اليهودي فلما جاءهم الله تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم انصرف عنه قومه إلى الاسلام فضغن أي اضمر العداوة لأنه رأى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سلبه ملكا عظيما فلما رأى قومه قد أبوا الاسلام دخل فيه كارها مصرا على النفاق أي وكان له إماء يكرههن على الزنا ليأخذ أجورهن فانزل الله تعالى * (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء) * الآية وقد قيل في سبب نزول قوله تعالى * (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا) * أي عبد الله بن أبي وأصحابه خرجوا ذات يوم فاستقبلهم قوم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم أبو بكر وعمر وعلي رضى الله تعالى عنهم فقال عبد الله بن أبي انظروا كيف أرد هؤلاء السفهاء عنكم فاخذ بيد أبي بكر فقال مرحبا بالصديق سيد بني تيم وشيخ الاسلام وثاني رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار الباذل نفسه وماله لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم اخذ بيد عمر فقال مرحبا بسيد بني عدى الفاروق القوى في دين الله الباذل نفسه وماله لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم اخذ بيد علي فقال مرحبا بابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه سيد بني هاشم ما خلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم افترقوا فقال له علي اتق الله يا عبد الله ولا تنافق فان المنافقين شر خليقة الله تعالى فقال له عبد الله مهلا يا أبا الحسن إلى تقول هذا والله ان ايماننا كايمانكم وتصديقنا كتصديقكم فقال لأصحابه كيف رأيتموني فعلت فأثنوا عليه خيرا فنزلت وقد وقد قال صلى الله عليه وسلم مثل المنافق مثل الشاة العابرة بين الغنمين أي المترددة بينهما تعبر إلى هذه مرة والى هذه مرة وفي السنة الأولى من الهجرة اعرس صلى الله عليه وسلم بعائشة رضى الله تعالى عنها كذا في الأصل وفي المواهب ان ذلك كان في السنة الثانية من الهجرة في شوال على راس ثمانية عشر شهرا وقيل بعد سبعة اشهر وقيل بعد ثمانية اشهر من مقدمه صلى الله عليه وسلم
(٣٣٩)