السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٠
الزيادة عليها فلا يخالف ما سبق في هذه الرواية ورجع سراقة إلى مكة فاجتمع الناس عليه فأنكر أنه رأى محمدا فلا زال به أبو جهل حتى اعترف وأخبرهم بالقصة وفى ذلك يقول سراقة مخاطبا لأبى جهل * أبا حكم والله لو كنت شاهدا * لأمر جوادى إذ تسوخ قوائمه * * علمت ولم تشكك بأن محمدا * رسول ببرهان فمن ذا يقاومه * وسياق هذه الرواية يدل على أنه خرج خلف النبي صلى الله عليه وسلم من مكة ويدل لذلك ما ذكر أنه كان أحد القاصين لأثره صلى الله عليه وسلم في الجبل لكنه مخالف لما تقدم أنه خرج خلفه صلى الله عليه وسلم من قديد من مجلس قومه وأخفى خروج فرسه وخروجه عن قومه وقد يقال لا مخالفة لأنه يجوز أن يكون لما خرج من مكة سلك طريقا غير الطريق الذي سلكها النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجده وسبقه على قديد فجلس في مجلس قومه فلما أخبر بمرورهم فعل ما تقدم ثم وجد عبده الأسود في مروره وكان معه راحلته فركبها واستجنب فرسه وصحب عبده ولا مانع أن يخرج من مكة بعد خروجهم من الغار ويسبقهم على قديد ولا ينافي ذلك قوله فأتانا رسل كفار قريش لأنه يجوز أن يكون ذلك هو الحامل لسراقة على الذهاب إلى مكة لعله يجده بطريقه ولا ينافي ذلك كونه كان أحد القصاصين لأثره صلى الله عليه وسلم لأنه يجوز أن يكون عاد إلى قديد قبل أن يجعل الجعل وفى كلام بعضهم أنه أرسل بهذين البيتين إلى أبى جهل ولا منافاة لجواز أن يكون أرسل بهما قبل أن يشافهه بهما وفى رواية أنه لما لحق بهم قال صلى الله عليه وسلم اللهم اصرعه فصرع عن فرسه فقال يا نبي الله مرني بما شئت قال تقف مكانك لا تتركن أحدا يلحق بنا ثم لا يخفى أن صرعه عن فرسه يحتمل أن يكون لما ساخت ويحتمل أنه صرع عنها قبل ذلك وهو ظاهر سياق الرواية الأولى وهى فعثرت بي فرسى فخررت عنها وحينئذ يكون عثورها بدعائه صلى الله عليه وسلم والله أعلم قال سراقة فسألته أن يكتب لي كتاب أمن لأنه وقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»