يقتضي أن عمره يوم قتل تسع وثلاثون سنة لأن عليا كرم الله وجهه اسلم وهو ابن ثمان سنين على المشهور فأقام بمكة ثلاث عشرة سنة وهاجر وعمره إحدى وعشرون سنة ويوم مؤتة كان في سنة ثمان من الهجرة وكونه رضي الله تعالى عنه مات صائما لا يناسب كونه شق نصفين وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا مع رسول الله لي فرفع رأسه إلى السماء فقال وعليكم السلام ورحمة الله فقال الناس يا رسول الله ما كنت تصنع هذا قال مر بي جعفر بن أبي طالب في ملأ من الملائكة فسلم علي ولما دنا الجيش من المدينة تلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون ولقيهم الصبيان ينشدون ورسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل مع القوم على دابة فقال خذوا الصبيان فاحملوهم وأعطوني ابن جعفر فأتى بعبد الله بن جعفر فأخذه فحمله بين يديه وعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم هنيئا لك أبوك يطير مع الملائكة في السماء وفي الطبراني عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما مرفوعا دخلت البارحة الجنة فرأيت فيها جعفر بن أبي طالب يطير مع الملائكة وفي رواية يطير مع جبريل وميكائيل له جناحان عوضه الله تعالى من يديه وروى جناحان من ياقوت أي وذكر السهيلي رحمه الله أن الجناحين عبارة عن صفة ملكية وقوة روحانية اعطيهما جعفر رضي الله عنه يقتدر بهما على الطيران لا أنهما جناحان كجناح الطائر كما يسبق للوهم أي لان الصورة الآدمية أشرف الصور أي ولا يضر في ذلك وصفهما بأنهما من ياقوت ولا كونهما مضمخين بالدم وصار المسلمون يحثون في وجوههم التراب ويقولون لهم يا فرارون فررتم في سبيل الله فصار رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بل هم الكرارون وفي لفظ إنهم قالوا يا رسول الله نحن الفارون فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أنتم العكارون أي الكرارون وهو دليل على أنه كان بينهم محاجزة وترك للقتال وعن بعض الصحبة لما قتل ابن رواحة رضي الله انهزم المسلمون رضي الله عنهم أسوأ هزيمة ثم تراجعوا ولقد لقوا من أهل المدينة لما رجعوا شرا حتى إن الرجل يجئ إلى أهل بيته يدق عليهم بابه فيأبون يفتحون له ويقولون له هلا تقدمت مع أصحابك فقتلت حتى إن نفرا نم الصحابة رضي الله عنهم جلسوا في بيوتهم استحياء كلما خرج
(٧٩٢)