السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٧٨٩
وروى البخاري عن خالد رضي الله تعالى عنه قال اندقت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف وما ثبت في يدي إلا صفيحة يمانية انتهى واطلع الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم على ذلك فأخبر به أصحابه أي فإنه لما اطلع على ذلك نادى في الناس الصلاة جامعة ثم صعد المنبر وعيناه تذرفان وقال أيها الناس باب خير باب خير باب خير ثلاثا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي إنهم انطلقوا فلقوا العدو فقتل زيد رضي الله تعالى عنه شهيدا فاستغفروا له ثم أخذ الراية جعفر رضي الله تعالى عنه فشد على القوم حتى قتل شهيدا فاستغفروا له ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة رضي الله تعالى عنه وأثبت قدميه حتى قتل شهيدا فاستغفروا له ثم اخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء وهو أمير نفسه ولكنه سيف من سيوف الله فآب بنصره وفي لفظ ثم أخذ الراية خالد بن الوليد نعم عبد الله وأخو العشيرة وسيف من سيوف الله سله الله على الكفار والمنافقين من غير إمرة حتى فتح الله عليهم قال وفي رواية انه صلى الله عليه وسلم قال اللهم إنه سيف من سيوفك فانصره فمن يؤمنذ سمي خالد سيف الله وفي لفظ ثم أخذ اللواء سيف من سيوف الله تبارك وتعالى ففتح الله على يديه وعن عبد الله بن أبي أوفى قال اشتكى عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد للنبي صلى الله عليه وسلم فقال يا خالد لم تؤذي رجلا من أهل بدر لو أنفقت مثل أحد ذهبا لم تدرك عمله فقال يا رسول الله إنهم يقعون في فأرد عليهم فقال لا تؤذوا خالدا فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار قال بعضهم وكون هذا نصرا وفتحا واضح لإحاطة العدو بهم وتكاثرهم عليه لأنهم كانوا مائتي ألف والصحابة ثلاثة آلاف أي كما تقدم إذ كان مقتضى العادة ان يقتلوا بالكلية وفي رواية أصاب خالد رضي الله عنه منهم مقتلة عظيمة وأصاب غنيمة وهذا لا يخالف ما يأتي أن طائفة منهم فروا إلى المدينة لما عاينوا كثرة جموع الروم فصار أهل المدينة يقولون لهم أنتم الفرارون إلى آخر ما يأتي وعن أسماء بنت عميس رضي الله تعالى عنهما أي زوج جعفر رضي الله عنه قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أصيب جعفر وأصحابه فقال ائتيني ببني جعفر فأتيته بهم فشمهم وذرفت عليناه أي بكى حتى نقطت لحيته الشريفة فقلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي ما يبكيك أبلغك عن
(٧٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 783 784 785 786 787 788 789 790 791 792 793 » »»