السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٧٨٨
إحدى الحسنين إما ظهور وإما شهادة أي فقال الناس صدق والله ابن رواحة فمضوا للقتال فلقيتهم جموع هرقل ملك الروم من الروم والعرب فانحاز المسلمون إلى مؤتة فالتقى الجمعان عندها واقتتلوا فقاتل زيد بن حارثة رضي الله تعالى عنه ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وسلم أي لواؤه حتى قتل رضي الله تعالى عنه فأخذ الراية جعفر رضي الله تعالى عنه وقاتل على فرس أشقر ثم نزل عنه وعقره أي وهو أول رجل من المسلمين عقر فرسه وأول فرس عقر في سبيل الله عقره خوفا اين يأخذه الكفار فيقاتلوا عليه المسلمين ومن ثم لم ينكر عليه أحد من الصحابة وبه استدل من جوز قتل الحيوان خشية أن ينتفع به الكفار وتقاتل عليه المسلمين ثم قاتل رضي الله تعالى عنه فقطعت يمينه فأخذ الراية بيساره فقطعت يساره فاحتضن الراية فأخذ الراية وقاتل حتى قتل رضي الله تعالى عنه فاخذها عبد الله بن رواحة رضي الله تعالى عنه وتقدم بها وهو على فرسه وجعل يتردد في النزول عن فرسه ثم نزل وقاتل حتى قتل أي وحينئذ اختلط المسلمون والمشركون وأراد بعض المسلمين الانهزام فجعل عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه يقول يا قوم يقتل الإنسان مقبلا أحسن من أن يقتل مدبرا فأخذ الراية ثابت بن أرقم رضي الله تعالى عنه وقال يا معشر المسلمين اصطلحوا على رجل منكم فقالوا أنت فقال ما أنا بفاعل فاصطلح الناس على خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه أي ويقال إن ثابت بن أرقم دفعها إلى خالد رضي الله تعالى عنه وقال أنت أعلم بالقتال مني أي فقال له خالد أنت أحق به مني لأنك ممن شهد بدرا ثم أخذها خالد رضي الله تعالى عنه ومانع القوم وثبت ثم انحاز كل من الفريقين عن الآخر من غير هزيمة على أحدهما قال وفي رواية قاتلوا المشركين حتى هزموهم فعند ابن سعد أن خالدا رضي الله تعالى عنه لما أخذ اللواء حمل على القوم فهزمهم الله أسوأ هزيمة حتى وضع المسلمون أسيافهم حيث شاءوا واظهر الله المسلمين قيل وسبب ذلك أن خالدا رضي الله تعالى عنه لما أصبح جعل مقدمة الجيش ساقة وساقته مقدمة وميمنته ميسرة وميسرته ميمنة فظن المشركون مجيئ عدد للمسلمين فرعبوا وانهزموا فقتلوا قتلة لم يقتلها قوم ويجوز أن يكون ذلك بعد أنحياز المسلمين فلا منافاة بين الروايتين وكانت مدة القتال سبعة أيام
(٧٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 783 784 785 786 787 788 789 790 791 792 793 » »»