السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٧٧٨
لنبي فأذهب فأسلم فحتى متى قال عمرو وأنا ما جئت إلا لأسلم فاصطحبنا جميعا حتى دخلنا المدينة الشريفة فأنحنا بظهر الحرة ركابنا فأخبر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسر بنا أي وقال رمتكم مكة بأفلاد كبدها فلبست من صالح ثيابي ثم عمدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيني أخي فقال أسرع فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ق سر بقدومكم وهو ينتظركم فأسرعنا المشي فاطلعت عليه فما زال صلى الله عليه وسلم يتبسم إلي حتى وقفت عليه فسلمت عليه بالنبوة فرد علي السلام بوجه طلق فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحمد لله الذي هداك قد كنت أرى لك عقلا رجوت أن لا يسلمك إلا إلى خير قلت يا رسول الله ادع الله لي أن يغفر لي تلك المواطن التي كنت أشهدها عليك فقال صلى الله عليه وسلم الإسلام يجب ما كان قبله أي وتقدم عثمان وعمرو فأسلما وفي رواية عن عمرو بن العاص قال قدمنا المدينة فأنحنا بالحرة فلبسنا من صالح ثيابنا ثم نودي بالعصر فانطلقنا حتى اطعلنا عليه صلى الله عليه وسلم وإن لوجهه تهللا والمسلمون حوله قد سروا بإسلامنا فتقدم خالد بن الوليد فبايع ثم تقدم عثمان بن طلحة فبايع ثم تقدمت فوالله ما هو إلا أن جلست بين يديه صلى الله عليه وسلم فما استطعت أن ارفع طرفي حياء منه صلى الله عليه وسلم قال فبايعته على أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي ولم يحضرني ما تأخر فقال إن الإسلام يجب ما كان قبله والهجرة تجب ما كان قبلها فوالله ما عدل بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبخالد بن الوليد أحدا من الصحابة في أمر حربه منذ أسلمنا ولقد كنا عند أبي بكر رضي الله تعالى عنه بتلك المنزلة ولقد كنت عند عمر رضي الله تعالى عنه بتلك الحالة وكان عمر رضي الله تعالى عنه على خالد كالعاتب وتقدم أن عمرا رضي الله تعالى عنه أسلم على يد النجاشي رضي الله تعالى عنه قال بعضهم وفي إسلام عمرو على يد النجاشي لطيفة وهي صحابي أسلم على يد تابعي ولا يعرف مثله ومن حين أسلم خالد رضي الله تعالى عنه لم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوليه أعنه الخيل فيكون في مقدمها والله أعلم
(٧٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 773 774 775 776 777 778 779 780 781 782 783 ... » »»