فجئته صلى الله عليه وسلم فقال تسمع كلامي منذ الليلة ولا نقوم فقلت لا والذي بعثك بالحق إن قدرت أي ما قدرت على ما بي من الجوع والبرد والخوف فقال اذهب حفظك الله من أمامك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك حتى ترجع إلينا قال حذيفة فلم يكن لي بد من ا القيام حين دعاني وقال يا حذيفة اذهب فادخل في القوم فقمت مستبشرا بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني احتملت احتمالا وذهب عني ما كنت أجد من الخوف والبرد وعهد صلى الله عليه وسلم إلي أن لا أحدث حدثا وفي رواية أما سمعت صوتي قلت نعم قال فما منعك ان تجيبني قلت البرد قال لا برد عليك حت ترجع كما يدل على ذلك الرواية الآتية فقال له إن في القوم خبرا فائتني بخبر القوم قال وفي رواية إنه صلى الله عليه وسلم لما كرر قوله ألا رجل يأتيني بخبر القوم يكون معي يوم القيامة ولم يجبه أحد قال أبو بكر رضي الله عنه يا رسول الله حذيفة قال حذيفة فمر علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما علي جنة من العدو والبرد إلا مرطا لامرأتي ما يجاوز ركبتي وأنا جاث على ركبتي فقال من هذا قلت حذيفة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة قال حذيفة رضي الله عنه فتقاصرت بالأرض قلت بلى يا رسول الله قال قم فقمت فقال إنه كائن في القوم خبر فائتني بخبر القوم فقلت والذي بعثك بالحق ما قمت إلا حياء منك من البرد قال لا بأس عليك من حر ولا برد حتى ترجع إلي فقلت والله ما بي أن اقتل ولكن أخشى أن أوسر فقال إنك لن تؤسر اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته فمضيت كأني أمشي في حمام مأخوذ من الحميم وهو الماء الحار وهو عربي قال حذيفة فلما وليت دعاني فقال لي لا تحدثن شيئا وفي رواية لا ترم بسهم ولا حجر ولا تضربن بسيف حتى تأتيني فجئت إليهم ودخلت في غمارهم فسمعت أبا سفيان يقول يا معشر قريش ليتعرف كل امرئ منكم جليسه واحذروا الجواسيس والعيون فأخذت بيد جليسي على يميني وقلت من أنت فقال معاوية بن أبي سفيان وقبضت يد من علي يساري وقلت من أنت قال عمرو بن العاص فعلت ذلك خشية أين يفطن بي فقال أبو سفيان يا معشر قريش والله إنكم لستم بدار مقام ولقد هلك الكراع والخف واخلفتنا بنو قريظة وبلغنا عنهم الذي نكره ولقينا من هذه الريح ما ترون فارتحلوا فإني مرتحل ووثب علي جمله فما حل عقال يده إلا وهو قائم أي فإنه لما ركبه كان معقولا
(٦٥٢)