أحضر ثم غطى الشيخ الدست بردائه وأخذ المغرفة وصار يغرف إلى أن كفى من في الزاوية ومن في الزقاق وهذا شيء رأيته يعيني هذا كلامه ولا يدع فقد ذكر غير واحد من العلماء كالحافظ ابن كثير ان كرامات الأولياء معجزات للأنبياء عليهم الصلاة والسلام لأن الولي إنما نال ذلك ببركة متابعته لنبيه وثواب إيمانه به وهذا كلامه قال وأرسل أبو سفيان كتابا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه باسمك اللهم فإني أحلف باللات والعزى أي وأساف ونائلة وهبل كما في لفظ لقد سرت إليك في جمع وأنا أريد أن لا أعود إليك أبدا حتى أستأصلكم فرأيتك قد كرهت لقاءنا واعتصمت بالخندق أي وفي لفظ قد اعتصمت بمكيدة ما كانت العرب تعرفها وإنما تعرف ظل رماحها وشباب سيوفها وما فعلت هذا إلا فرارا من سيوفنا ولقائنا ولك مني يوم كيوم أحد فأرسل له صلى الله عليه وسلم جوابه فيه أما بعد أي بعد بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى صخر بن حرب كذا في كلام سبط بن الجوزي فقد أتاني كتابك وقديما غرك بالله الغرور أما ما ذكرت أنك سرت إلينا وأنت لا تريد أن تعود حتى تستأصلنا فذلك أمر يحول الله بينك وبينه ويجعل لنا العاقبة وليأتين عليك يوم أكسر فيه اللات والعزى وأسافا ونائلة وهبل حتى أذكرك ذلك يا سفيه بني غالب انتهى غزوة بني قريظة وهم قوم من اليهود بالمدينة من حلفاء الأوس وسيد الأوس حينئذ سعد بن معاذ رضي الله عنه كما تقدم لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق وكان وقت الظهيرة أي وقد صلى الظهر ودخل بيت عائشة رضي الله عنها وقيل زينب بنت جحش رضي الله عنها ودعا بماء فبينما هو صلى الله عليه وسلم يغتسل أي غسل شق رأسه الشريف وفي رواية بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغسل برجل رأسه قد رجل أحد شقيه أي وفي رواية غسل رأسه واغتسل ودعا بالمحمرة ليتبخر أتى جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم معتجرا بعمامة أي سوداء من إستبرق وهو نوع من الديباج مرخيا منها بين كتفيه وفي رواية عليه لامته
(٦٥٧)