السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٦٥٤
وكان يقال لحذيفة رضي الله عنه صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا يعلمه غيره فقد قال حذيفة رضي الله عنه لقد حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان وبما يكون حتى تقوم الساعة أي وتقدم أن ابن مسعود رضي الله عنه كان يقال له أيضا صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذكر ابن ظفر في ينبوع الحياة في تفسير قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها) * وهبت ريح الصبا ليلا فقلعت الأوتاد وألقت عليهم الابنية وكفأت القدور وسفت عليهم التراب ورمتهم بالحصا وسمعوا في ارجاء أي نواحي معسكرهم التكبير وقعقعة السلاح أي من الملائكة فصار سيد كل حي يقول لقومه يا بني فلان هلموا إلي فإذا اجتمعوا قال النجاء النجاء فارتحلوا هرابا في ليلتهم وتركوا ما استتقلوه من متاعهم أي والصبا هي الريح الشرقية وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال الصبا للشمال اذهبي بنا ننصر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن الحرائر لا تهب بالليل فغضب الله عليها فجعلها عقيما ويقال لها الدبور فكان نصره صلى الله عليه وسلم بالصبا وكان إهلاك عاد بالدبور وهي الريح العربية وحين انجلاء الأحزاب قال صلى الله عليه وسلم الآن نغزوهم ولا يغزونا وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبع ليال من ذي القعدة أي بناء على أنها كانت في القعدة وهو قول ابن سعد وقيل كانت في شوال وكان ذلك سنة خمس أي كا قاله الجمهور قال الذهبي وهو المقطوع به وقال ابن القيم إنه الأصح وقال الحافظ ابن حجر هو المعتمد وقيل سنة أربع وصححه الإمام النوي في الروضة قال بعضهم وهو عجيب فإنه صحح أن غزوة بني قريظة كانت في الخامسة ومعلوم أنها كانت عقب الخندق أي وفيه أنه يجوز أن تكون بنو قريظ أوائل الخامسة والخندق أواخر الرابعة فتكون في ذي الحجة واستدل من قال إن الخندق كانت سنة أربع بما صح عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه عرض رسول الله يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم يجزه ثم عرض عليه يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة فأجازه فيكون بينهما سنة واحدة أي وكانت سن ثلاث فيكون الخندق سنة أربع قال الحافظ ابن حجر ولا حجة فيه لاحتمال أن يكون ابن عمر رضي الله عنهما
(٦٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 649 650 651 652 653 654 655 656 657 658 659 ... » »»