السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ١٩١
فقال لا تبت هذه الليلة في فراشك الذي كنت تبيت عليه أي وأخبره بمكرهم وأنزل الله عز وجل عليه * (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك) * الآية فلما كان عتمة من الليل أي الثلث الأول من الليل اجتمعوا على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرصدونه حتى ينام فيثبتوا عليه أي وكانوا مائة أقول في الدر المنثور أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي خاتم عن عبيد بن عمير لما ائتمروا بالنبي صلى الله عليه وسلم ليثبتوه أو يقتلوه أو يخرجوه قال له أبو طالب هل تدري ما ائتمروا بك قال يريدون أن يحبسوني أو يقتلوني أو يخرجوني قال من حدثك بهذا قال ربي قال نعم الرب وربك فاستوص به خيرا قال أنا أستوصى به بل هو يستوصي بي هذا كلامه ولم يتعقبه بأن هذا كان بعد موت أبي طالب قال وكان ائتمارهم يوم السبت فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم السبت فقال مكر وخديعة قالوا ولم يا رسول الله قال إن قريشا أرادوا أن يمكروا فيه بي أي أرادوا فيه المكر فأنزل الله تعالى * (وإذ يمكر بك الذين كفروا) * وفي سيرة الحافظ الدمياطي فاجتمع أولئك القوم من قريش يتطلعون من صير الباب أي شقه ويرصدونه يريدون بياته أي يوقعون به الأمر ليلا ويأتمرون أيهم يحمل على المضطجع وفيه أن ائتمارهم في ذلك لا يناسب ما اجتمع رأيهم عليه من أنهم يجتمعون على قتله ليتفرق دمه في القبائل ثم رأيت بعضهم قال وأحدقوا ببابه صلى الله عليه وسلم وعليهم السلاح يرصدون طلوع الفجر ليقتلوه ظاهرا فيذهب دمه لمشاهدة بني هاشم قاتله من جميع القبائل فلا يتم لهم أخذ ثأره وهو المناسب لما ذكر والله أعلم فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانهم أي علم ما يكون منهم قال لعلي ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه نم على فراشي واتشح بردائي هذا الحضرمي وقد كان يشهد فيه العيدين وقد كان طوله أربعة أذرع وعرضه ذراعان وشبر وهل كان أخضر أو أحمر يدل للثاني قول جابر كان يلبس رداء أحمر في العيدين والجمعة ثم رأيت في بعض الروايات أنه كان أخضر فلينظر الجمع وفي سيرة الدمياطي وارتد بردائي هذا الأحمر والحضرمي منسوب إلى حضرموت
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»