مكة هو وشخص يقال له أبو الحيسر أنس بن رافع مع جماعة من قومهم يلتمسون الحلف من قريش على قومهم الخزرج فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس إليهم وقال لهم هل لكم في خير مما جئتم له قالوا وما ذاك قال أنا رسول الله بعثني للعباد وأدعوهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وأنزل على الكتاب ثم ذكر لهم الإسلام وتلا عليهم القرآن فقال إياس بن معاذ وكان صغيرا أي قوم والله خير مما جئنا إليه فأخذ أبو الحيسر حفنة من تراب فضرب بها وجه إياس وانتهره وقال له دعنا منك لقد جئنا لغير هذا فسكت إياس وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم فلما دنا موت إياس صار يحمد الله ويسبحه ويهلله ويكبره حتى مات والله أعلم ثم انصرف أولئك الرهط من الخزرج راجعين إلى بلادهم قال وفى رواية أنهم لما آمنوا به صلى الله عليه وسلم وصدقوه قالوا له إنا نشير عليك أن تمكث على رسلك أي على حالك باسم الله حتى نرجع إلى قومنا فنذكر لهم شأنك وندعوهم إلى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم لعل الله يصلح ذا ت بينهم ونواعدك الموسم من العام المقبل فرضى بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى أي فلم يقع لهؤلاء الستة أو الثمانية مبايعة ويسمى هذا ابتداء الإسلام للأنصار وربما سماه بعضهم العقبة الأولى فلما كان العام المقبل قدم من الأوس والخزرج اثنا عشر رجلا أي عشرة من الخزرج واثنان من الأوس وقيل كانوا أحد عشر رجلا منهم خمسة من الستة أو الثمانية الذين اجتمعوا به صلى الله عليه وسلم عند العقبة أولا فاجتمع بهم صلى الله عليه وسلم عند العقبة أيضا فبايعهم أي عاهدهم صلى الله عليه وسلم أي وسميت المعاهدة مبايعة تشبيها بالمعاوضة المالية وتلا عليهم آية النساء أي الآية التي نزلت بعد ذلك في شأن النساء يوم الفتح لما فرغ من مبايعة الرجال وأراد مبايعة النساء فعن عبادة بن الصامت بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة النساء أي كبيعة النساء أي كمبايعة للنساء التي كانت يوم فتح مكة وهى على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزنى ولا نقتل أولادنا أي لأن قتل الأولاد كان سائغا فيهم وهو وأد البنات قيل والبنين خوف الإملاق
(١٦١)