أما الكذاب فقد رأيناه تعنى المختار بن أبي عبيد الثقفي والي العراق فإنه لما قتل الحسين رضي الله تعالى عنه اتفق مع طائفة من الشيعة ممن كان خذل الحسين ولما قتل ندموا على ذلك فوافقوا المختار على مقاتلة من قتل الحسين من أهل الكوفة فتوجهوا إليه وقتلوا جميع من قاتل الحسين وملكوا الكوفة وشكر الناس للمختار ذلك ثم قالت وأما المبير فأنت المبير ولما بلغ عبد الملك ما قاله الحجاج لأسماء كتب إليه يلومه على ذلك أي ومن ثم أرسل إليها الحجاج فأبت أن تأتيه فأعاد إليها الرسول وقال إما أن تأتيني أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك فأبت وقالت والله لا آتيك حتى تبعث إلى من يسحبني بقروني فعند ذلك أخذ نعليه ومشى حتى دخل عليها فقال يا أمه إن أمير المؤمنين أوصاني بك فهل لك من حاجة فقالت لست لك بأم ولكني أم المصلوب على رأس الثنية ومالي من حاجة ولكن انتظر حتى أحدثك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج من ثقيف كذاب ومبير فأما الكذاب فقد رأيناه وأما المبير فأنت فقال الحجاج مبير للمنافقين ومن كذب المختار أنه ادعى النبوة وأنه يأتيه الوحي ويسر ذلك لأحبابه وفي دلائل النبوة للبيهقي عن بعضهم قال كنت أقوم بالسيف على رأس المختار ابن أبي عبيد فسمعته يوما يقول قام جبريل عن هذه النمرقة وفي رواية من على هذا الكرسي فأردت أن أضرب عنقه فتذكرت حديثا حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أمن الرجل الرجل على دمه ثم قتله رفع له لواء الغدر يوم القيامة فكففت عنه ولعل هذا مستند ما نقل عن كتاب الإملاء لإمامنا الشافعي رضي الله عنه من القول بأن المسلم يقتل بالمستأمن وقد كتب المختار للأحنف بن قيس وجماعته وقد بلغني أنكم تسموني الكذاب وقد كذب الأنبياء من قبلي لست بخير منهم وقد كان يقع منه أمور تشبه الكهانة منها أنه لما جهز جيشا لقتال عبيد الله بن زياد المجهز للجيش لمقاتلة الحسين رضي الله تعالى عنه كما تقدم قال لأصحابه في غد يأتي إليكم خبر النفير وقتل ابن زياد فكان كما أخبر وجئ برأس ابن زياد وألقيت بين يدي المختار وكان قتله يوم عاشوراء اليوم الذي قتل فيه الحسين ثم قتل المختار وكان قتل المختار على
(٢٨٥)