وفي كلام بعضهم أول من كسا الكعبة القباطي النبي صلى الله عليه وسلم وكساها أبو بكر وعمر وعثمان القباطي وكساها معاوية الديباج والقابطي والحبرات فكانت تكسى الديباج يوم عاشوراء والقباطي في آخر رمضان والاقتصار على ذلك ربما يفيد أن عطف الحبرات على القباطي من عطف التفسير فليتأمل وكساها المأمون الديباج الأحمر والديباج الأبيض والقباطي فكانت تكسى الأحمر يوم التروية والقباطي يوم هلال رجب والديباج الأبيض يوم سبع وعشرين من رمضان قال بعضهم وهكذا كانت تكسى في زمن المتوكل العباسي ثم في زمن الناصر العباسي كسيت السواد من الحرير واستمر ذلك إلى الآن في كل سنة وكسوتها من غلة قريتين يقال لهما بيسوس وسندبيس من قرى القاهرة وقفهما على ذلك الملك الصالح إسماعيل ابن الناصر محمد بن قلاوون في سنة نيف وخمسين وسبعمائة أي والآن زادت القرى على هاتين القريتين والحاصل أن أول من كساها على الإطلاق تبع الحميري كما تقدم على الراجح وذلك قبل الإسلام بتسعمائة سنة قيل وسبب كسوة أم عمه صلى الله عليه وسلم لها الديباج أن العباس ضل وهو صبي فنذرت إن وجدته لتكسون الكعبة فوجدته فكست الكعبة الديباج أي وكانت من بيت مملكة وقيل أول من كساها الديباج عبد الملك بن مروان أي وهو المراد بقول ابن إسحاق أول من كساها الديباج الحجاج لأن الحجاج كان من أمراء عبد الملك وقد سئل الإمام البلقيني هل تجوز كسوة الكعبة بالحرير المنسوج بالذهب ويجوز إظهارها في دوران المحمل الشريف فأجاب بجواز ذلك قال لما فيه من التعظيم لكسوتها الفاخرة التي ترجى بكسوتها الخلع السنية في الدنيا والآخرة ويجوز إظهارها في دوران المحمل الشريف فإن في ذلك المناسبة للحال المنيف هذا كلامه أي وأول من حلى بابها بالذهب جده صلى الله عليه وسلم عبد المطلب فإنه لما حفر بئر زمزم وجد فيها الأسياف والعزالتين من الذهب فضرب الأسياف بابا لها وجعل في ذلك الباب الغزالتين فكان أول ذهب حليته الكعبة على ما تقدم
(٢٨١)