معاوية بن يزيد بن معاوية فإن معاوية هذا مكث في الخلافة أربعين يوما وقيل عشرين يوما بعد أن كان مروان عزم على أن يبايع لابن الزبير بدمشق وقد كان ابن الزبير لما ولى أخاه نائبا عنه بالمدينة أمره بإجلاء بني أمية وفيهم مروان وابنه عبد الملك إلى الشام فلما أراد مروان أن يبايع ابن الزبير بدمشق ثنى عزمه عن ذلك جماعة وقالوا له أنت شيخ قريش وسيدها وقد فعل معكم ابن الزبير ما فعل فأنت أحق بهذا الأمر فوافقهم ومكث تسعة أشهر في الخلافة وهو الرابع من خلفاء بني أمية وقام بالأمر بعده ولده عبد الملك وهو أول من سمى عبد الملك في الإسلام ثم عهد عبد الملك لأولاده الأربعة من بعده الوليد ثم سليمان ثم يزيد ثم هشام وادعى عمرو بن سعيد أن مروان عهد إليه بعد ابنه عبد الملك فضاق عبد الملك بذلك ذرعا واستعجل أمر عمرو بدمشق فلم يزل به عبد الملك حتى قتله وفي كلام ابن ظفر أن عبد الملك لما خرج لمقاتلة عبد الله بن الزبير خرج معه عمرو بن سعيد وقد انطوى على دغل نية وفساد طوية وطماعيته في نقل الخلافة فلما ساروا عن دمشق أياما تمارض عمرو بن سعيد واستأذن عبد الملك في العودة إلى دمشق فأذن له فلما عاد ودخل دمشق صعد المنبر وخطب خطبة نال فيها من عبد الملك ودعا الناس إلى خلعه فأجابوه إلى ذلك وبايعوه فاستولى على دمشق وحصن سورها وبذل الرغائب وبلغ ذلك عبد الملك وهو متوجه إلى أبن الزبير فأشير على عبد الملك أن يرجع إلى دمشق ويترك ابن الزبير لأن ابن الزبير لم يعطه طاعة ولا وثب له على مملكة فهو في صورة ظالم له وقصده لعمرو بن سعيد في صورة مظلوم لأنه نكث بيعته وخان أمانته وأفسد رعيته فرجع إلى دمشق فظفر بعمرو بن سيعد ويقال إن سبب بناء عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنه للكعبة أنه جاء سيل فطبقها فكان عبد الله رضي الله تعالى عنه يطوف سباحة أي ولا مانع من وجود الأمرين الحرق والسيل فلما رأى عبد الله ما وقع في الكعبة شاور من حضر ومن جملتهم عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما في هدمها فهابوا هدمها وقالوا نرى أن يصلح ما وهي ولا تهدم فقال لو أن بيت أحدكم أحرق لم يرض له إلا بأكمل إصلاح ولا يكمل إصلاحها إلا بهدمها وقد حدثته خالته عائشة رضي الله تعالى عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
(٢٧٤)