السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٣١٩
* في الذاهبين الأولين * من القرون لنا بصائر * لما رأيت مواردا * للموت ليس لها مصادر * ورأيت قومي نحوها * تسعى الأصاغر والأكابر * لا يرجع الماضي إلى * ولا من الباقين غابر * أيقنت أنى لا محا * لة حيث صار القوم صائر * وفي رواية أخرى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال قدم الجارود ابن عبد الله وكان سيدا في قومه وقيل له الجارود لأنه أغار على قوم من بني بكر بن وائل فجردهم أي أخذ جميع أموالهم وإلى ذلك الإشارة بقول الشاعر * ودسناهم بالخيل من كل جانب * كما جرد الجارود بكر بن وائل * فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا جارود هل في جماعة وفد عبد القيس من يعرف لنا قسا قالوا كلنا نعرفه يا رسول الله قال الجارود وأنا بين يدي القوم كنت أقفو أي أتبع أثره كان من أسباط العرب أي من ولد ولدهم شيخا عمر سبعمائة سنة أي وقيل ستمائة سنة أدرك من الحواريين سمعان فهو أول من تأله أي تعبد من العرب أي ترك عبادة الأصنام وأول من قال أما بعد أي وقيل أول من قال ذلك كعب بن لؤي كما تقدم وقيل سحبان بن وائل وقيل يعقوب وقيل يعرب بن قحطان وقيل داود وهو فصل الخطاب ورد بأنه لم يثبت عنه أنه تكلم بغير لغته أي وبعد لفظة عربية وفصل الخطاب الذي أوتيه هو فصل الخصومة أي وهذا يؤيد ما تقدم عنه أنه أول من قال البينة على المدعى واليمين على من أنكر وتقدم ما فيه وجمع بأن الأولية بالنسبة لداود حقيقية ولغيره إضافية فلكعب بن لؤي بالنسبة للعرب ولغيره بالنسبة لقبيلته وقس أول من كتب من فلان إلى فلان قال الجارود كأني أنظر إليه يقسم بالرب الذي هو له ليبلغن الكتاب أجله وليوفين كل عامل عمله ثم أنشأ يقول * هاج للقلب من جواه ادكار * وليال خلالهن نهار * وجبال شوامخ راسيات * وبحار مياههن غزار * ونجوم تلوح في ظلم الليل * تراها في كل يوم يوم تدار * والذي قد ذكرت دل على الله * نفوسا لها هدى واعتبار *
(٣١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 ... » »»