السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ١٨٢
أسهل الخدين أشم العرنين أي مرتفع الأنف له فخر يكظم عليه أي يسكت عليه ولا يظهره وسنن يهتدى إليها أي يرشد إليها فليخلص هو وولده وولد ولده وليد لف أي يتقدم إليه من كل بطن رجل فليسنوا من الماء أي يفرغوه على أجسادهم أي يغتسلوا به وليمسوا من الطيب ثم يلتمسوا الركن وليطوفوا بالبيت العتيق سبعا ثم ليرقوا أبا قبيس فليستسق الرجل وليؤمن القوم ألا وفيهم الطيب الطاهر فغثتم إذا ما شئتم أي جاءكم الغيث على ما تريدون قالت فأصبحت مذعورة قد اقشعر جلدي ووله أي ذهب عقلي واقتصيت رؤياي أي ذكرتها على وجهها فنمت أي فشت وكثرت من شعاب مكة فما بقي أبطحي إلا قال هذا شيبة الحمد يعني عبد المطلب وقامت عنده قريش وانفض إليه من كل بطن رجل فسنوا من الماء ومسوا من الطيب واستلموا وطافوا ثم ارتقوا أبا قبيس فطفق القوم يدنون حوله ما إن يدركه بعضهم مهلة وهي التؤدة والتأني ومعه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أيفع أي ارتفع أو كرب أي قرب من ذلك فقام عبد المطلب فقال اللهم ساد الخلة وكاشف الكربة أنت عالم غير معلم ومسئول غير مبخل وهذه عبيدك وإماؤك بغدرات حرمك أي أفنيته يشكون إليك سنتهم التي أقحلت أي أيبست الظلف والخف أي الإبل والبقر فأمطرن اللهم غيثا سريعا مغدقا فما برحوا حتى انفجرت السماء بمائها وكظ الوادي أي ضاق بثجيجه أي بسيله فلسمعت شيخان قريش وهي تقول لبعدالمطلب هنيئا لك يا أبا البطحاء بك عاش أهل البطحاء انتهى أي والظاهر أن القصة واحدة فليتأمل الجمع وقد يدعى أن الاختلاف من الرواة منهم من عبر بالمعنى وفي سقيا الناس بعبدالمطلب وأن ذلك ببركته صلى الله عليه وسلم تقول رقيقة * بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا * وقد عدمنا الحيا واجلوذ المطر * أي امتد زمن تأخره فجاد بالماء جوني له سبل دان أي مطرها طل كثير الهطل قريب فعاشت به الأنعام والشجر منا من الله بالميمون طائره أي المبارك حظه وخير من بشرت يوما به مضر * مبارك الاسم يستسقى الغمام به * ما في الأنام له عدل ولا خطر * أي لا معادل ولا مماثل له ولما سقوا لم يصل المطر إلى بلاد قيس ومضر فاجتمع عظماؤهم وقالوا قد أصبحنا
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»