السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ١٦٠
صاحب الهمزية رحمه الله في هذه القصة ختمته يمنى الأمين وسيأتي التصريح بذلك لكن في غير هذه القصة والله أعلم قال صلى الله عليه وسلم ثم قال الثالث لصاحبه تنح عنه فنحاه عني فأمر يده ما بين مفرق صدري إلى منتهى عانتي فالتأم ذلك الشق بإذن الله تعالى وختم عليه وفي رواية قال أحدهما للآخر خطه فخاطه وختم عليه أقول وقد يقال معنى خطه ألحمه فخاطه أي لحمه أي مر بيده عليه فالتحم أي فلا يخالف ما سبق ولا ينافيه ما في الحديث الصحيح أنهم كانوا يرون أثر المخيط في صدره صلى الله عليه وسلم لجواز أي يكون المراد يرون أثرا كأثر المخيط في صدره صلى الله عليه وسلم وهو أثر مرور يد جبريل عليه الصلاة والسلام وهذا طوى ذكره في الروايات السابقة وقوله ختم عليه يقتضى أن الختم كان في صدره صلى الله عليه وسلم وهو الموافق لما تقدم عن ابن عائذ أنه بين ثدييه لكنه زاد بين كتفيه وتقدم ان الختم كان بقلبه وقد يقال في الجمع لا مانع من تعدد الختم في المحال المذكورة أي في قلبه وصدره وبين كتفيه فختم القلب لحفظ ما فيه وختم الصدر وبين الكتفين مبالغة في حفظ ذلك لأن الصدر وعاؤه القريب وجسده وعاؤه البعيد وخص بين الكتفين لأنه أقرب إلى القلب من بقية الجسد ولعله أولى من جواب القاضي عياض رحمه الله بأن الذي بين كتفيه هو أثر ذلك الختم الذي كان في صدره إذ هو خلاف الظاهر من قوله وجعل الخاتم بين كتفي وفيه السكوت عن ختم قلبه ولا يحسن أن يراد بالصدر القلب من باب تسمية الحال باسم محله لأنه يصير ساكتا عن ختم الصدر وأولى من جواب الحافظ ابن حجر رحمه الله أيضا بأنه يجوز أن يكون الختم لقلبه ظهر من وراء ظهره عند كتفه الأيسر لأن القلب في ذلك الجانب لما علمت وفيهما أن الذي عند الأيسر خاتم النبوة أي الذي هو علامة على النبوة الذي ولد صلى الله عليه وسلم به على ما هو الصحيح وفي الخصائص الصغرى وخص صلى الله عليه وسلم بجعل خاتم النبوة بظهره بإزاء قلبه حيث يدخل الشيطان لغيره وسائر الأنبياء كلهم كان الخاتم في يمينهم أي فقد أخرج الحاكم في المستدرك عن وهب بن منبه قال لم يبعث الله نبيا إلا وقد كان عليه شامات النبوة في يده اليمنى إلا نبينا صلى الله عليه وسلم فإن شامة البنوة كانت بين كتفيه هذا كلامه ولم أقف على بيان تلك الشامات التي كانت للأنبياء ما هي
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»