السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ١٥٨
للخلق الإنساني ثم نزعت تكرمه له صلى الله عليه وسلم أي وليظهر للخلق بتلك التكرمة ليتحققوا كمال باطنه كما تحققوا كمال ظاهره أي لأنه لو خلق صلى الله عليه وسلم خاليا عنها لم تظهر تلك الكرامة وفيه أنه يرد على ذلك ولادته صلى الله عليه وسلم من غير قلفة وأجيب بالفرق بينهما بأن القلفة لما كانت تزال ولا بد من كل أحد مع ما يلزم على إزالتها من كشف العورة كان نقص الخلقة الإنسانية عنها عين الكمال وقد تقدم كل ذلك وذكر السهيلي رحمه الله ما يفيد أن هذه العلقة هي محل مغمز الشيطان عند الولادة حيث قال أن عيسى عليه الصلاة والسلام لما لم يخلق من منى الرجال وإنما خلق من نفخة روح القدس أعيذ من مغمز الشيطان قال ولا يدل هذا على فضل عيسى عليه الصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم لأن محمد صلى الله عليه وسلم قد نزع منه ذلك الغمز هذا كلامه وقد علمت أنه إنما هو محل ما يلقيه الشيطان من الأمور التي لا تنبغي وأن ذلك مخلوق في كل واحد من الأنبياء عيسى عليه الصلاة والسلام وغيره ولم تنزع إلا من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم ثم غسلا قلبي بذلك الثلج أي الذي في ذلك الطست حتى أنقياه أي وملآه حكمة وإيمانا كما في بعض الروايات أي و رواية ثم قال أحدهما لصاحبه ائتني بالسكينة فأتى بها فذراها في قلبي وهذه السكينة يحتمل أنها الحكمة والإيمان ويحتمل أن تكون غيرهما وهذه الرواية فيها أن الطست كان من ذهب وكذا في الرواية الآتية وفي الرواية قبل هذه كانت من زمردة خضراء ويحتاج إلى الجمع وسنذكره في هذه الرواية وكذا الرواية الآتية أن الثلج كان في الطست وفي الرواية قبل هذه كان في يد أحدهما إبريق فضة ويحتاج إلى الجمع لأن الواقعة لم تتعدد وهو عند حليمة وفي غسله بالثلج إشعار بثلج اليقين وبرده على الفؤاد ذكره السهيلي رحمه الله وذكر في حكمة كون الطست من ذهب كلاما طويلا قال صلى الله عليه وسلم وجعل الخاتم بين كتفي كما هو الآن وفي الروايات السابقة طي ذكر الخاتم وتتمة الجواب الذي أجاب به صلى الله عليه وسلم أخا بني عامر التي وعدنا بذكرها هنا هو قوله صلى الله عليه وسلم وكنت مسترضعا في بني سعد فبينا أنا ذات يوم منتبذا
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»