وفى بعض ألفاظ البخاري: " قاتلهم الله! لقد علموا أن شيخنا لم يستقسم بها قط ".
وقوله: " أمة " أي قدوة إماما مهتديا داعيا إلى الخير، يقتدى به فيه " قانتا لله " أي خاشعا له في جميع حالاته وحركاته وسكناته، " حنيفا " أي مخلصا على بصيرة، " ولم يك من المشركين * شاكرا لأنعمه " أي قائما بشكر ربه بجميع جوارحه من قلبه ولسانه وأعماله، " اجتباه " أي اختاره الله لنفسه واصطفاه لرسالته. واتخذه خليلا، وجمع له بين خيري (1) الدنيا والآخرة.
وقال تعالى: " ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن، واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا (2) " يرغب تعالى في اتباع إبراهيم عليه السلام; لأنه كان على الدين القويم والصراط المستقيم، وقد قام بجميع ما أمره به ربه، ومدحه تعالى بذلك فقال: " وإبراهيم الذي وفى " [ولهذا] اتخذه الله (3) خليلا، والخلة هي غاية المحبة كما قال بعضهم:
قد تخللت مسلك الروح منى * وبذا سمى الخليل خليلا وهكذا نال هذه المرتبة (4) خاتم الأنبياء وسيد المرسلين (5) محمد صلوات الله وسلامه عليه، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث جندب البجلي و عبد الله بن عمرو وابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" أيها الناس، إن الله اتخذني خليلا ".