معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول (ع) - الزرندي الشافعي - الصفحة ٧
مقدمة التحقيق الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلوات وأزكى التحيات على نبينا المصطفى الأمين وآله الميامين وصحبه المتقين.
وبعد:
لقد استجلب الحديث عن مآثر أهل البيت (عليهم السلام) اهتمام رعيل من أعلام الإسلام المتقدمين والمتأخرين، عملا بوصية النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) للأمة الإسلامية في أواخر حياته الشريفة، حيث قال: (أما بعد، ألا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله - فحث على كتاب الله ورغب فيه - وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي) (1).
ومن هنا توجهت عناية الحفاظ وأئمة الحديث من أهل العلم والمعرفة إلى دراسة الكتاب الكريم أول الثقلين ومعجزة الإسلام الخالدة، التي لا تنالها يد الأهواء، فبينوا مضامينه ودونوا تاريخه وبحثوا في علومه المختلفة، وبذلوا كل ما بوسعهم كي يدفعوا عن ساحته تأويل المبطلين وتخرصات المغرضين.
واندفع نفر من كبار أئمة الحديث والتاريخ والأنساب إلى دراسة ثاني الثقلين، أغصان دوحة الشرف المحمدية وفروع الأنوار النبوية، إيفاء بحق

(1) أخرجه مسلم في الصحيح بعدة طرق عن زيد بن أرقم 4: 1873 - ح 2408 طبعة دار الفكر / بيروت 1398 ه‍.
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 7 8 9 10 11 13 14 ... » »»