معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول (ع) - الزرندي الشافعي - الصفحة ٢٤
صلاة مشوبة (1) بذكرهم، وتضاعف لهم الدرجات، ما طلعت ذكاء، وتعاقب الصباح والمساء، وجرى في الأنهار الماء، وغلب على الأرض السماء.
وبعد، يقول العبد الفقير إلى رحمة ربه الغني، محمد بن يوسف بن الحسن المدني الزرندي الأنصاري، المحدث بالحرم الشريف النبوي، أصلح الله تعالى شأنه، وصانه عما شانه، ورحم أسلافه الكرام، وجمعه وإياهم في دار السلام: فقد اقترح علي بعض السادة الأخيار، أن أجمع له شيئا من فضائل الأئمة الأبرار، العترة الأطهار، العارفين بخفايا العلوم والأسرار، الكاشفين عنها بما ألهموا وأوتوا من الأنوار، وبما خصوا من مزيد الطهارة والاصطفاء من الجبار، المخصوصين بالكرامة والزلفى، الواردين من مناهل اللطف، ومشارع الفضل والعطف، والمشرب العذب، والمورد الأصفى، المبرئين من كل رذيلة ودنية (2)، والمتحلين بكل فضيلة جلية، ومنقبة سنية.
مطهرون نقيات ثيابهم * تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا ومن هم الملأ الأعلى وعندهم * علم الكتاب وما (3) جاءت به السور (4) فأجبت سؤاله، وأسعفت مقالة، رجاءا لدعائه الصالح، وثنائه العطر (5) الفائح، ولما أوجب الله تعالى على الخلق من محبتهم، والتعظيم لقدرهم، والتنويه بذكرهم، والاتباع بهديهم، وأشرت إلى بعض ما خصهم الله تعالى به من

(1) في نسخة (س): تنوء.
(2) في نسخة (س): رديئة.
(3) في نسخة الأصل: كما، وما أثبتناه من نسخة (س) والمصادر.
(4) هذه أبيات من قصيدة للشاعر أبي نؤاس أنشدها أمام علي بن موسى الرضا (رضي الله عنه)، انظر:
فرائد السمطين 2: 200 / 480، وفيات الأعيان 3: 271، الأئمة الاثني عشر لابن طولون:
99، بغية الطالب 6: 2594، الفصول المهمة: 248، الاتحاف للشبراوي: 161.
(5) في نسخة (س): العاطر.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»