الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٧٨٢
قد روى الحافظ أحمد بن مردويه في تفسير آية الطهارة أن العترة علي وفاطمة والحسن والحسين من مائة وثلاثين طريقا بأسانيدها في كتاب المناقب الذي له. وما أظن أن في الفرق الأربع من تمسك بالعترة يوما واحدا، ولا أخذوا عنهم خبرا واحدا، ولا أظن أنهم يعرفون أسماءهم ولا مساكنهم.
وفي الخبر دلالة أنه ما يخلو زمان إلا وفيه أحد من العترة، لأنه (صلى الله عليه وآله) قرنهم بالكتاب، فمهما الكتاب موجود هم موجودون، فما عذر من تخلف عن العترة والتمسك بهم مع كتاب الله عز وجل غدا في الموقف إذا سئل كيف تلزمك بالعترة الذين أوصيت بالتلزم بهم؟ وأي شئ أخذت عنهم؟ ولم تركتهم وعدلت عنهم إلى غيرهم ممن لم توص باتباعه والتمسك به؟
ولا ريب أنهم يردون يوم القيامة كما ذكر عباد بن يعقوب المذكور أنه من رجال المذاهب الأربعة في كتاب المعرفة، قال ما هذا لفظه: حدثنا أبو عبد الرحمن المسعودي، قال: حدثنا الحارث بن حصيرة، عن صخر بن الحكم القزواني، عن حنان بن الحارث الأزدي، عن الربيع بن جميل الضبي، عن مالك بن ضمرة الرواسي، عن أبي ذر (رضي الله عنه)، قال: لما أن سير أبو ذر (رضي الله عنه) اجتمع هو وعلي (عليه السلام) والمقداد بن الأسود، قال: ألستم تشهدون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال " أمتي ترد علي الحوض على خمس رايات: أولها راية العجل، فأقوم فآخذ بيده، فإذا أخذت بيده اسود وجهه وجفت قدماه وخفقت أحشاؤه وفعل ذلك تبعه، فأقول لهم: ماذا خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون: كذبنا الأكبر ومزقناه واضطهدنا الأصغر وابتززناه حقه، فأقول: اسلكوا ذات الشمال، فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة. ثم ترد علي راية فرعون أمتي وهم المبهرجون.
قلت: يا رسول الله وما المبهرجون؟ بهرجوا الطريق؟ قال: لا، ولكنهم بهرجوا دينهم، وهم الذين يغضبون للدنيا، ولها يرضون، ولها يسخطون، ولها ينصبون، فآخذ بيد صاحبهم، فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه وفعل ذلك تبعه، فأقول لهم: ماذا خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون كذبنا الأكبر
(٧٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 777 778 779 780 781 782 783 784 785 786 787 ... » »»