الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٧٨١
نادرة الفلك وكان (1) أهل زمانه في بعض فضائله في كتابه الذي سماه بالخصائص:
أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل المقري، قال: أخبرنا أبو طاهر الكاتب، قال:
أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، حدثنا إسحاق بن الفيض، قال: حدثنا سلمة بن حفص، قال: حدثنا عبد الله بن حكيم بن جبير، عن أبيه، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم، قال: نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم الجمعة غدير خم فأمر بدوم وهو شجر عظام، فنظف ما تحتهن ثم جلس تحتهن، فأقبل على الناس بوجهه فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إني لا أجد لنبي إلا نصف عمر الذي كان قبله، وإني أوشك أن ادعى فأجيب، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: بلغت ونصحت.
فقال: أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني عبد الله ورسوله وأن الجنة حق وأن النار حق وأن البعث حق؟ قالوا: نشهد. قال: فرفع يده فوضعها على صدره ثم قال:
وأنا أشهد معكم. ثم قال: ألا تسمعون؟ قالوا: نعم. قال: فإني فرطكم وأنتم واردون علي الحوض، وأن عرضه أبعد ما بين صنعاء وبصرى، فيه أقداح عدد الكواكب، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين. فنادى مناد وما الثقلان يا رسول الله؟ قال:
كتاب الله وهو الثقل الأكبر طرف بيد الله وطرف بأيديكم لا تزلوا ولا تضلوا، والأصغر عترتي. فإن اللطيف الخبير أنبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، وسألت ذلك لهما ربي عز وجل، فلا تتقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ثم قال: ألا هل تسمعون؟ قالوا: نعم.
قال: تشهدون أني أولى بالناس من أنفسهم؟ قالوا: نعم. قال: فأخذ بيد علي (عليه السلام) ثم رفع يده ثم قال: من كنت أولى به من نفسه فعلي وليه، ثم أرسل يد علي وقال:
اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قال زيد بن أرقم: والله ما بقي تحت الدوح يومئذ من أحد يسمع ويبصر إلا سمع ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ورآه بعينه (2).

(1) كذا في الأصل.
(2) راجع كتاب الغدير للعلامة الأميني ج 1 ص 14 - 151 فقد ذكر " 360 " راويا من رواة هذا الحديث.
(٧٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 776 777 778 779 780 781 782 783 784 785 786 ... » »»