الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٧٥٥
ومنها: ما نقله أبو إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي في تفسيره يرفعه بإسناده إلى أنس بن مالك، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة، أنا وحمزة وجعفر وعلي والحسن والحسين والمهدي (1).
ومنها: ما رواه أبو داود أيضا في صحيحه يرفعه بسنده إلى أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله) ورضي عنها، قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة (2).
فإن قال معترض: هذه الأحاديث النبوية متفق على صحتها ومجمع على نقلها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهي صحيحة صريحة في كون المهدي (عليه السلام) من ولد فاطمة (عليها السلام)، وأنه من رسول الله، وأنه من عترته، وأنه من أهل بيته، وأن اسمه يواطئ اسمه، وأنه يملأ الأرض قسطا وعدلا، وأنه من ولد عبد المطلب، وأنه من سادات الجنة، وذلك مما لا نزاع فيه، غير أن ذلك لا يدل على أن المهدي الموصوف بما ذكره (صلى الله عليه وآله) من الصفات والعلامات هو هذا أبو القاسم محمد بن الحسن الحجة الخلف الصالح (عليه السلام)، فإن ولد فاطمة كثير، وكل من يولد من ذريتها إلى يوم القيامة يصدق عليه أنه من ولد فاطمة وأنه من العترة الطاهرة وأنه من أهل البيت (عليهم السلام)، فتحتاجون مع هذه الأحاديث المذكورة إلى زيادة دليل يدل على أن المهدي المراد هو الحجة المذكور ليتم مرامكم.
فجوابه: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما وصف المهدي (عليه السلام) بصفات متعددة من ذكر اسمه ونسبه ومرجعه إلى فاطمة (عليها السلام) وإلى عبد المطلب وأنه أجلى الجبهة أقنى الأنف وعدد من الأوصاف الكثيرة التي جمعته الأحاديث المذكورة آنفا وجعلها علامة ودلالة على أن الشخص الذي يسمى بالمهدي وثبتت له الأحكام المذكورة هو الشخص الذي اجتمعت تلك الصفات فيه، ثم وجدنا تلك الصفات المجعولة علامة ودلالة مجتمعة في أبي القاسم محمد الخلف الصالح دون غيره، فلزم القول

(1) تفسير الثعلبي (مخطوط).
(2) سنن أبي داود: ج 4 ص 107 ح 4284.
(٧٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 749 750 751 753 754 755 756 757 758 759 761 ... » »»