الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٧٤٥
وأقبل علي فقال: هو كما أسررت في نفسك * (ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين) * قلت: أشهد أنك حجة الله وابن حججه في عباده (1).
وقال أبو هاشم أنه سأله عن قوله تعالى: * (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) * (2) قال: كلهم من آل محمد، الظالم لنفسه: الذي لا يقر بالإمام، والمقتصد: العارف بالإمام، والسابق بالخيرات: الإمام.
فجعلت أفكر في نفسي عظم ما أعطى الله آل محمد وبكيت. فنظر إلي فقال:
الأمر أعظم مما حدثتك به نفسك من عظم شأن آل محمد، فاحمد الله فقد جعلك متمسكا بحبلهم، تدعى يوم القيامة بهم إذا دعي كل أناس بإمامهم، إنك على خير (3).
وقال أبو هاشم: سأله محمد بن صالح الأرمني عن قوله تعالى: * (يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) * (4) فقال: هل يمحو إلا ما كان؟ وهل يثبت إلا ما لم يكن؟ فقلت في نفسي:
هذا خلاف قول هشام بن الحكم أنه لا يعلم بالشئ حتى يكون. فنظر إلي وقال:
تعالى الجبار العالم بالأشياء قبل كونها. قلت: أشهد أنك حجة الله (5).
وقال أبو هاشم: سمعته يقول: الذنوب التي لا تغفر قول الرجل ليتني لا أؤاخذ إلا بهذا. فقلت في نفسي: إن هذا لهو التدقيق، وينبغي للرجل أن يتفقد من نفسه كل شئ. فقال: صدقت يا با هاشم إلزم ما حدثتك به نفسك، فإن الشرك في الناس أخفى من دبيب الذر على الصفاء في الليلة الظلماء (6).
وقال أبو جعفر: دخل على الحسن بن علي (عليهما السلام) قوم من سواد العراق يشكون قلة الأمطار، فكتب لهم كتابا فأمطروا. ثم جاؤوا يشكون كثرته، فختم في الأرض فأمسك المطر.

(١) المناقب لابن شهرآشوب: ج ٤ ص ٤٣٦.
(٢) فاطر: ٣٢.
(٣) الخرائج والجرائح: ج ٢ ص ٦٨٧ ح ١٠.
(٤) الرعد: ٣٩.
(٥) الخرائج والجرائح: ج ٢ ص ٦٨٧ ح ١٠.
(٦) المناقب لابن شهرآشوب: ج 4 ص 439.
(٧٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 740 741 742 743 744 745 746 747 748 749 750 ... » »»