الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٧٤٨
بحسن الثناء عليه، وتحصن بالذكر الجميل من وصول نقص إليه (1).
وكتب إلى مواليه:
بسم الله الرحمن الرحيم $ الإمام العسكري (عليه السلام) / وفاته استوهب الله لكم زهادة في الدنيا، وتوفيقا لما يرضى، ومعونة على طاعته، وعصمة عن معصيته، وهداية من الزيغ وكفاية، فجمع لنا ولأوليائنا خير الدارين.
أما بعد فقد بلغني ما أنتم عليه من اختلاف قلوبكم، وتشتت أهوائكم، ونزغ الشيطان بينكم حتى أحدث لكم الفرقة والإلحاد في الدين، والسعي في هدم ما مضى عليه أولكم من إشادة دين الله وإثبات حق أوليائه، وأمالكم إلى سبيل الضلالة، وصدق بكم عن قصد الحق، فرجع أكثركم القهقري على أعقابكم تنكصون، كأنكم لم تقرؤا كتاب الله جل وعز، ولم تعنوا بشئ من أمره ونهيه.
ولعمري لئن كان الأمر في اتكال سفهائكم على أساطيرهم لأنفسهم وتأليفهم روايات الزور بينهم لقد حقت كلمة العذاب عليهم. ولئن رضيتم بذلك منهم ولم تنكروه بأيديكم وألسنتكم وقلوبكم ونياتكم إنكم لشركائهم فيما اجترحوه من الافتراء على الله تعالى وعلى رسوله وعلى ولاة الأمر من بعده. ولئن كان الأمر كذلك لما كذب أهل التزيد في دعواهم، ولا المغيرة في اختلافهم، ولا الكيسانية في صاحبهم، ولا من سواهم من المنتحلين ودنا والمنحرفين عنا، بل أنتم شر منهم قليلا، وما شئ يمنعني من وسم الباطل فيكم بدعوة تكونوا فيها شامتا لأهل الحق إلا انتظار فيهم، وسيفئ أكثرهم إلى أمر الله إلا طائفة لو شئت لأسميتها، ونسبتها استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله، ومن نسي ذكر الله تبرأ منه، فسيصليه جهنم وساءت مصيرا، وكتابي هذا حجة عليهم، وحجة لغائبكم على شاهدكم إلا من بلغه فأدى الأمانة، وأنا أسأل الله أن يجمع قلوبكم على الهدى، ويعصمكم بالتقوى، ويوفقكم للقول بما يرضى، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

(١) بحار الأنوار: ج ٧٨ ص ٣٧٨ ب 29 جزء من ح 3 نقلا عن كتاب " الدرة الباهرة " وفيه " والإفضال حليته " بدل " والأفعال الحسنة خبيته ".
(٧٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 743 744 745 746 747 748 749 750 751 753 754 ... » »»