الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٧٢٧
سواد ودابة سوداء ورجل أسود، سواد في سواد في سواد. فلما بلغ إلي نظر إلي وأحد النظر وقال: قلبك أسود كما ترى عيناك من سواد في سواد في سواد. قال أبي (رحمه الله): فقلت له: أجل لا أحدث به أحدا، فما صنعت وما قلت له؟ قال: أسقطت في يدي فلم أحر جوابا. قلت له: أفما أبيض قلبك لما شاهدت؟ قال: الله أعلم. قال أبي: فلما اعتل يزداد بعث إلي فحضرت عنده فقال: إن قلبي قد ابيض بعد سواده فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن علي بن محمد حجة الله على خلقه وناموسه الأعظم، ثم مات في مرضه ذلك، وحضرت الصلاة عليه (1).
وقال أحمد بن علي: دعانا عيسى بن حسن القمي لي ولأبي علي فقال لنا:
أدخلني ابن عمي أحمد بن إسحاق على أبي الحسن (عليه السلام) فرأيته وكلمه بكلام لم أفهمه، فقال له: جعلني الله فداك هذا ابن عمي عيسى بن حسن وبه بياض في ذراعه وشئ قد تكيل كأمثال الجوز. قال: فقال لي: تقدم يا عيسى فتقدمت. قال:
فقال: أخرج ذراعك فأخرجت ذراعي فمسح عليها وتكلم بكلام خفي طول فيه، ثم قال ثلاث مرات: بسم الله الرحمن الرحيم ثم التفت إلى أحمد بن إسحاق فقال له: يا أحمد بن إسحاق كان علي بن موسى يقول بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى الاسم الأعظم من بياض العين إلى سوادها، ثم قال: يا عيسى. قلت: لبيك. قال:
أدخل يدك كمك ثم أخرجها. فأدخلتها ثم أخرجتها وليس في يدي قليل ولا كثير [من ذلك البياض بحمد الله ومنه] (2).
وقال أبو هاشم الجعفري: خرجت مع أبي الحسن (عليه السلام) إلى ظاهر سر من رأى يتلقى بعض القادمين فأبطأوا، وطرح لأبي الحسن غاشية السرج فجلس عليها.
فشكوت إليه قصور يدي وضيق حالي، فأهوى يده إلى رمل فناولني منه أكفا وقال: اتسع بهذا يا أبا هاشم واكتم ما رأيت فخبأته معي ورجعنا فأبصرته فإذا هو يتقد كالنيران ذهبا أحمر، فدعوت صائغا إلى منزلي وقلت له: اسبك لي سبيكة.

(1) دلائل الإمامة: ص 221 - 222.
(2) دلائل الإمامة: ص 222 مع اختلاف يسير.
(٧٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 722 723 724 725 726 727 728 729 730 731 732 ... » »»