الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٧٢٥
وقال: ودخل يوما إلى المتوكل وعنده علي بن الجهم، فقال له: من أشعر الناس يا بن الجهم؟ فذكر شعراء الجاهلية والإسلام. والتفت إلى الإمام أبي الحسن (عليه السلام) فسأله، فقال: فلان بن فلان العلوي قال ابن الفحام: وأحسبه الحماني حيث يقول:
لقد فاخرتنا من قريش عصابة * بمط خدود وامتداد أصابع فلما تنازعنا القضاء قضى لنا * عليهم بما نهوى نداء الصوامع قال: وما نداء الصوامع يا أبا الحسن؟ فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله جدي أم جدك؟ فضحك المتوكل وقال: بل جدك لا ندفعك عنه (1).
فصل في ذكر شئ من معجزات الهادي (عليه السلام) قال أبو طالب وهو ما حدثني به مقبل الديلمي، قال: كان رجل بالكوفة له صاحب يقول بإمامة عبد الله بن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، فقال له صاحب كان يميل إلى ناحيتنا ويقول بأمرنا: لا تقل بإمامة عبد الله فإنها باطلة وقل بالحق. قال: وما الحق لأتبعه؟ قال: الإمامة في موسى بن جعفر (عليهما السلام) ومن بعده. قال له الفطحي:
ومن الإمام اليوم منهم؟ قال: علي بن محمد بن علي الرضا (عليهم السلام). قال له: فهل من دليل استدل به على ما قلت؟ قال: نعم. قال: ما هو؟ قال: أضمر في نفسك ما تشاء وألقه بسر من رأى فإنه يخبرك به. قال: نعم. فخرجا إلى العسكر وقصدا شارع أبي أحمد، فأخبرا أن أبا الحسن علي بن محمد مولانا راكب في دار المتوكل، فجلسا ينتظران عوده. فقال الفطحي لصاحبه: إن كان صاحبك هذا إماما فإنه حين يرجع ويراني يعلم ما قصدت له فخبرني به من غير أن أخبره. قال: فوقفنا إلى أن عاد

(1) الأمالي للطوسي: ج 1 ص 293 المجلس الحادي عشر ذيل ح 3.
(٧٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 719 721 722 723 724 725 726 727 728 729 730 ... » »»