مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٣٨٨
الفصل الثامن في كلامه (عليه السلام) كانت الفصاحة لدنه (1) خاضعة، والبلاغة لأمره سامعة طائعة، وقد تقدم آنفا من نثره في الفصل السادس في ذلك المقام الذي لا تفوه فيه الأفواه من الفرق، ولا تنطق الألسنة من الوجل والقلق، ما فيه حجة بالغة على أنه في ذلك الوقت أفصح من نطق.
وأما نظمه فيعد من (2) الكلام جوهر عقد منظوم، ومشهر برد مرقوم.
ومنه: الأبيات التي تقدم ذكرها في موجهته لأهل الكوفة عند استدعاء النزال، في الوقت الذي تزول له القلوب من الزلزال، وهي ردف للكلام المنثور المذكور.
ومنه: ما تقدم الوعد بايراده عند وقوف الاعرابي عليه وعلى أخيه الحسن (عليه السلام) لاستبانة فصاحتهما، وقول الإعرابي ما تقدم من هنا قلبي إلى اللهو وقد ودع شرخيه فأنشده الحسين (عليه السلام) ارتجالا لوقته:
فما رسم شجاني إن محا اية رسميه * سفور درح الذيلين في بوغاء قاعيه ومود حرحف تترى على تلبيد نوبيه * ودلاج من المزن دنا نوء سماكيه أتى مثعنجر الودق يجود من خلاليه * وقد أحمد برقاه فلا ذم لبرقيه

1 - في نسخة (ع): الدينية، وفي كشف الغمة: لديه.
2 - في نسخة (ع): لحمل.
(٣٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 ... » »»